خنيفرة تودع المناضل سعيد البلغيثي أحد ضحايا الطرد التعسفي من سلك التعليم إبان سنوات الرصاص

0
  • أحمد بيضي

ودعت مدينة خنيفرة، ظهر يوم الاثنين 28 فبراير 2022، في موكب جنائزي مؤثر، واحدا من أبنائها المعروفين بتاريخهم الإعلامي والنقابي والسياسي، المناضل سعيد البلغيثي، الذي وافته المنية مساء الأحد 27 فبراير 2022، بعد صراع طويل مع أزمة صحية قاهرة، خصوصا في الأيام الأخيرة من حياته، حيث رحل أبو أمين وصفية بهدوء تام، لينتشر نبأ وفاته بحزن عميق وبكثير من الدعوات له بالرحمة، ولزوجته وأبنائه وأسرته بالصبر الجميل. 

وكان الفقيد من بين المطرودين تعسفا من عمله بسلك التعليم إبان الإضراب العام الذي دعت إليه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، على مدى يومي 10 و11 أبريل سنة 1979، وانتهى بطرد الآلاف من المضربين من وظائفهم، واعتقال المئات منهم، على يد الأجهزة القمعية، مع إغلاق باب الحوار في وجوههم، ووقتها لجأ الفقيد سعيد البلغيثي إلى الاختباء لبعض الوقت عن أعين المتربصين بالمناضلين.

وقد ظل الفقيد مصرا على صموده في وجه الأعاصير، حيث اشتغل مراسلا للجريدة الناطقة بلسان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى حدود بداية الثمانينات، فيما بادر، رفقة ثلة من رفاقه، إلى وضع نواة تأسيس فرع النقابة الوطنية للتعليم، ليظل وفياً لقناعاته، ومنخرطا بشكل كبير في مراحل حزب المهدي وعمر بالعاصمة الزيانية التي ما تزال جروحها وقتها لم تندمل بسبب طاحونة 1973 وأحداث مولاي بوعزة.

وحين كان الفقيد سعيد البلغيثي من المناصرين لمعتقلي وضحايا سنوات الرصاص، ومن المساهمين في ترسيخ الفكر النضالي بين الشباب والتلاميذ، فقد عاش الكثير من المحطات والأحداث التي عرفتها مدينته خنيفرة، وكذلك التي عرفتها البلاد، ولا تقل عن الاحتجاجات الشعبية، خلال يونيو 1981، ردا على زيادة في أسعار مواد غذائية أساسية، حيث اختار الفقيد اللجوء لفاس قصد الاختباء لدى بعض أصدقائه الطلبة.

وبينما سجل منزل أسرة آل البلغيثي، بخنيفرة، استضافة العديد من رجالات الحركة الوطنية والحزبية، ومنهم، على سبيل المثال لا الحصر، الشهيد بنبركة، علال الفاسي وعبدالرحيم بوعبيد، فقد كانت هذه الأسرة أيضا معروفة بتاريخها في مقاومة المستعمر الفرنسي، في شخص المرحوم مولاي الحسن البلغيثي، هذا الأخير الذي ظل بيته ودكانه مفتوحين لعدة لقاءات، إلى أن وافته المنية.

كما لم ينفصل اسم الفقيد سعيد البلغيثي عن اسم شقيقه، مناضل الحركة الاتحادية، م. عبدالسلام البلغيثي، الذي يعد واحدا من ضحايا سنوات الجمر، والذي جرى طرده من عمله بمعمل السكر بالقصر الكبير، إثر اضراب أبريل 1979، قبل الزج به، خلال انتفاضة يناير 1984، بمعتقل إفران، رفقة عدد من رفاقه، ضمن مجموعة 31، بينهم أساسا باسيدي راكسون، حوسى أحداش ورشيدة أمزيان.

error: