عن سنفونية صحراوية اسمها اسماعيل ازيلي

0

عبد السلام المساوي
ولزيارة الصحراء المغربية في النفس وعليها وقع خاص . بكل الحب لهذا الوطن وبكل الحب لهذه الصحراء المغربية . بالأمس ( الجمعة 12 نوفمبر ) وطأت قدماي أرض الصحراء العزيزة في مطار كلميم …فرحة انطولوجية بعناق صحرائنا عنوان وطنيتنا بوجدان الهوية والكينونة …انه موعد مع لقاء رجال الصحراء الأبطال …انهم مغاربة صامدون …مخلصون وأفياء
قبل ستة وأربعين سنة ، حرر المغاربة أقاليمهم الجنوبية بسلمية رائعة فيها من الابداع الشيء الكثير ….والمسيرة متواصلة ….
مغرب 2021 يختلف عن مغرب 1975 اختلافات الكون كلها .وحده شيء أساسي لا زال ثابتا في النبض ، في العرق ، في الفؤاد : حب الوطن .
ستة و أربعون سنة لم تكن ضائعة ولا متهاونة وللذي قد يشكك في بعض هذا الكلام ما عليه سوى زيارة العيون أو الداخلة أو السمارة أو كلميم ليقف على ما تحقق من منجزات .
ان روح المسيرة الخضراء ، التي أطلقها الراحل الحسن الثاني ، بقيت مستمرة ومتواصلة الى اليوم ، وهذا نهج مغربي يصبو نحو الحداثة والحكامة والتنمية المستدامة . وبروح المسيرة الخضراء ستظل الصحراء مغربية بشرعيتها وبنمائها وبازدهارها .
تحية للمناضل السياسي ، تحية لصاحب الرصيد الشعبي الجماهيري ؛ نزاهة ومصداقية ، تحية لاسماعيل ازيلي ، بك نعتز ونفتخر يا سليل الشجعان ….
تقوم فلسفة اسماعيل ازيلي في النضال الحزبي والمجتمعي على مبدإ “الانتماء”، فهو متشبع بهذا المبدأ ويرى أن الشعور بالانتماء هو مكمن الإحساس بالمسؤولية ومحرك المردودية ورافعة الانتصارات وحافز الغيرة على الوطن وبطارية المبادرة والتفاني في القيام بالمهام المطلوبة، بل إنه يعتقد واثقا أن الانتماء الحقيقي للوطن، يبدأ من الانتماء الصادق للمؤسسة التي تمثل حقل خدمة الوطن، ولا حقل ينافس المؤسسات المنتخبة في زرع روح الوطنية والمواطنة…انه اتحادي …
يحق لنا أن نبتهج أن الصحراء المغربية أعطت هكذا ثمار، أعطت اسماعيل ازلي ….
هو رجل استثنائي بنضاله وشعبيته … هو رجل نبت في تربة هذا البلد، خرج من أحضان الصحراء المغربية… من أسا الزاك … الرجل الذي انسل منسحبا من الأضواء إلى التمدد في احترامنا له، هو من ملأ حياته بلا دوي، بالوقوف هادئا في مواجهة الصخب صخب الغدر والخيانة… لا يزاحم أحد على “مساحة” ولا على “تفاحة” بإرادته وإصراره ينسج نسيجه المميز ….انه اتحادي .
كعادة ألأنهار، تنزل من القمم لتسقي السهول، انحدر اسماعيل ازيلي من أسا الزاك ،ليصبح منذ طفولته رجلا ممسكا بزمام مسار حياته، حمل في صدره كبرياء القمم وإصرار الأنهار على المضي قدما مهما صعبت المسالك، يشق مجراه بصبر وثبات، إذ لم يكن من السهل على يافع مثله أن يلتحف أحلامه وينتعل طموحه، ويتعطر بوعيه الوطني المبكر، ويضرب في الأرض منتصب القامة مرفوع الهامة … محصن أخلاقيا وفكريا … الكفاءة هي العنوان…انه اتحادي .
يتميز اسماعيل ازيلي بأنه متعدد المميزات، ولا فرق بين مميزاته … إنه يعترض ولا يعارض، يفعل ولا يقول، يواكب ولا يساير … ينضبط ولا يخضع، ضمير لا يدعي الحكمة … وطني خام ومواطن أصيل … وفي للوطن ….وفي للملكية، للمشروع والنشيد، للشعار والمبدأ …. استثناء في زمن الكائنات المتناسخة … مترفع في زمن التهافت … طموح … وله من الكفاءات والقدرات ما يجعل طموحه شرعيا ومشروعا … ما أنجزه، كما وكيفا، ينشده كل يوم ويغنيه ويتصاعد في تناغم مع سمفونية حياة مناضل اسمها عبد اسماعيل ازيلي..
وهو طفل، وهو ينمو، نما فيه حب الصحراء ، حب الوطن والانخراط في تنميته … مستعد ليخسر كل شيء إلا وطنيته … مستعد ليتنازل عن كل شيء إلا أنه مغربي من أسا الزاك إنه كالنهر يعود إلى نبعه والماء الى مصبه الطبيعي … انخرط مبكرا في خدمة وطنه برؤية مستقبلية يرسم حدودها الالتزام والإخلاص وقيم المواطنة … وهكذا تحمل باقتدار كبير مسؤوليات عدة … إنه الآن النائب الأول للمجلس الاقليمي لأسا الزاك ، عضو المجلس الجماعي لجماعة عوينة اغمان – أسا الزاك رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس باستحقاق الإطار الكفء وامتياز المناضل الوفي … الشفافية هي العنوان والحكامة هي المنهج … تربية سليمة نزعت مناسماعيل وللأبد مهادنة الخيانة… تنفس عبق تاريخ وطني فرفض أن تكبح تمدده تضاريس نتأت في جغرافية السياسة … لم يستثمر جهوده ونجاحاته للتباهي وتضخيم الانتخابات… مؤمن بأن المسؤولية التزام لا تشريف… تضحيات لا غنائم … عطاء لا ريع … مسار ناجح ومنتج.. مناضل بحضور قوي في الميدان … صاحب كاريزما … سلطة النضال …. هذا هو اسماعيل ازيلي الذي يستحق منا ألف تحية وألف احترام وألف تقدير وألف تهنئة… رجل يبشر بعودة “السبع السمان” منتصرة على “السبع العجاف”….
اسماعيل ازيلي يمتلك فن التدبير، حب الحزب ، حب الوطن، مقاومة كل الأساليب الإنهزامية، الانتفاضة على كل تجليات العبث واللامسؤولية… قد يكون الحاضر حلوا … إنما المستقبل أحلى …انه اتحادي…
منذ بداية البدايات عشق الصحراء … عز عليه أن يسقط فيستجيب لأعداء المغرب … لم يطق له سقوطا لهذا اقتحم قطار النضال… أصر أن تبقى الراية مرفوعة … إذن فلا خوف علينا إذا ادلهمت بنا الأفاق بالأمس من أن نجد اليوم منتخبا مقتدرا يطمئننا …
إن اسماعيل الذي أطلق في زمن الرداءة أملا، قادر على جعل الناس يعشقون الوطن … إنه صاحب قضية، وعليه أن يصارع الأمواج والإعصار…. فهذه قناعته وهذا واجبه … وهذه مهمته … وإلا فليرحل من هذا العالم الذي هو في حاجة إلى العواطف النبيلة وشيء من المواطنة …. هكذا نرى اسماعيل ازيلي يرى الأشياء … وهكذا نتصوره يتصور المغرب الذي نحن أبناؤه … فليخجل من أنفسهم أولئك الذين يحصدون واسماعيل واخوانه الزارعون …
وبين مسؤولية واخرى امن اسماعيل بان المواطنة ليست شعارا يرفع ولا مسحوقا للتزيين … ليست قضية للتوظيف الديماغوجي والاستهلاك السياسوي، بل إنها قضية وجودية تشكل قناعة فكرية واختيارا مبدئيا .. هذا جوهر كينونته وعنوان هويته … التحدي هو سيد الميدان ….انه اتحادي..
مواطن غيور …. انه اتحادي… ينتمي مطاوعة ولكنه لا يرضخ … اختيارا لا قسرا … ينسجم بيد أنه لا يذوب .. هو ذات فرادى واختلاف … يبشر بغد جميل لمغرب جميل … إنه محصن، لكنه يعرف أن الطريق ألغام وكوابيس … وقائع وانفجارات … دسائس وإشاعات … خمائل ناعمة وصواعق متفجرة … لهذا يمضي بحكمة وثبات … يفضح الكوابيس وينبه الى صخبها …. ينبه على إغراءات المناصب وبحذر من مخاطرها …ليدلف إلى مقام المسؤولية الملتزمة … اسماعيل ازيلي رضع الأنافة والنظافة في معبد الشجعان … فليسمح لي هؤلاء وأولئك لأعلنه رجل الرهانات الصعبة … الرجل المناسب في المكان والزمان المناسبين ..
لذلك يبدو الرهان اليوم واضحا للغاية ، غير قادر على مداراة نفسه : هذا البلد محتاج للقادرين على الدفاع عنه ، المستعدين لبنائه وتنميته والصعود به ، المفتخرين بالانتساب إليه ، المصارحين بحقائقه كلها صعبها وسهلها ، حلوها ومرها ، لكن المنتمين له لا الى اي مكان اخر …