بريد بنك بمدينة سطات …تدبير بعقلية الماضي الموروث

0

فوزي بوزيان

يبدو أن إدارة بريد بنك لا زالت تدبر المرفق بعقلية ارهاق مرتفقيها… انتظار بالساعات تحت لهيب شمس حارقة، لا يسمح بدخول المرفق، الا لشخصين بالرغم من كون المكان يسع أكثر من ذلك وفق ما تسمح به اجراءات التدابير الاحترازية… موظف واحد ووحيد خلف شباك زجاجي يتجاوب مع مطالب الزبناء المتذمرين من بطء الخدمة، وثقل الشبكة المفترى عليها.
شيوخ من المتقاعدات والمتقاعدين، وآخرون من الفئات الهشة، منهم من ينتظر صرف حوالة أو منحة، لتدبر مصاريف عيد الأضحى، ومنهم من قاده حظه العاثر لسحب وثائق إدارية وكشف حساب يتعلق بجمعية…
إلى الطابور الطويل الممل، انضاف بعض رؤساء المؤسسات التعليمية من أجل الحصول على وثائق جمعية دعم مدرسة النجاح لاتمام اجراءات تتعلق بالآليات التدبيرية للمؤسسات التعليمية…
قصة أحد المديرين الذي توجه صباح اليوم الاثنين قبيل عيد الأضحى، أردف قائلا: “طال الانتظار خارج البناية لساعات… لسعات لهيب الشمس الحارقة لم تحجبها سقيفة الرصيف، انتظار آلم الأجساد المتعبة…إدارة لا تتجسد فيها جودة خدمات البنك، لازالت على حالها، نقص في الموارد البشرية، وحده حارس الامن الخاص، يحاول التواصل مع الزبناء، تارة يرشد يقنع وأخرى يخفف من قلق الغاضبين المتذمرين…بعض من الموظفين يسعى الى تغيير النمط المتوارث، يسعى بقدر جهده ارضاء الزبناء والمرتفقين، وآخرون لا زالوا على عهد النمط الكلاسيكي المتعجرف، يبحثون عن مبررات تعرقل الخدمة، بعبارات جاهزة تصلح للوجوه غير المألوفة، أو للفئات التي أرهقها الانتظار بالقول: “السيستيم واقف” “القانون يمنع تلبية الخدمة…”
تجربة الألم ذاق صاحبنا هذا مرارتها وزادتها حدة مسؤولة ببريد بنك بوكالة أحد أحياء المدينة، امتنعت عن منحه كشف الحساب بصفته رئيس جمعية مدرسة النجاح لمدرسة عمومية، متحججة بكون الاجراءات القانونية تلزم بتوقيع الأمين الى جانب الرئيس.
وقف صاحبنا المدير متسائلا بحسرة: “هل يتطلب الحصول على كشف للحساب كل هذه العرقلة الميزاجية، والوثيقة لا تؤثر بأي حال على شفافية المعاملة البنكية الذي يعتبر الرئيس مسؤولا عن كل تصرفاته البنكية يقول صاحبنا مدير مؤسسة تعليمية”.
مرارة الانتظار والمعاملة مستمرة لاسيما في أوقات الدروة، إذ تتفاقم حدتها خلال فترات استخلاص منح تيسير، وعلى رأس كل شهر ميلادي، ومع حلول المناسبات الدينية، التي ترتفع خلالها التحويلات المالية، فهل ستظل ادارة بريد البنك على حالها، تترك موظفيها على قلتهم وجها لوجه مع ضغوطات لمرفق لازال على حاله قبل تحويله الى مؤسسة بنكية، أم ستلتقط آهات المرتفقين، والموظفين على حد سواء وتتجاوب مع المطالب بتجويد الخدمات والرفع من الموارد البشرية وتحفيزهم، وتغيير العقليات… لاسيما ببعض المدن التي تعرف مرافقها ضغطا، كمدينة سطات على سبيل المثال لا الحصر…