انتهاء عملية قلع الشمندر السكري في ظروف عادية في ظل التدابير الإحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

0

أنوار بريس : أحمد مسيلي

smart

انطلق موسم قلع الشمندر السكري بجهة الدار البيضاء سطات بالمدار السقوي لدكالة كما هو معلوم يوم 8 ماي 2021 في ظروف حسنة تميزت باتخاذ جميع التدابير اللازمة و انخراط جميع المتدخلين لإنجاح الموسم الشمندر السكري 2020/2021 و كذلك عملية القلع حيث تحظى هذه العملية بتنظيم محكم و تتبع دقيق، تقوم على وضع لوائح ترتيب للمنتجين طبقا لتسلسل تواريخ الزرع ومناطق الإنتاج.

و نظرا لأهمية عملية قلع الشمندر وزراعته بمنطقة دكالة عامة و اقليم سيدي بنور خاصة ، و لأجل الاحاطة بجميع الجوانب التي مرت بها العملية كان للجريدة لقاء مع السيد عبد الرحمان النيلي المدير الجهوي للاستثمار الفلاحي لجهة الدار البيضاء سطات و الذي أدلى لها بجملة من المعطيات في الشأن .

السيد عبد الرحمان النايلي أفاد الجريدة أن المساحة المزروعة من الشمندر السكري برسم الموسم الفلاحي 2020/2021 بلغت 10.722 هكتارا تم سقيها بالري عبر ضخ المياه الجوفية ، أي ما يمثل أكثر من 100% من البرنامج المسطر بداية الموسم الفلاحي % هكتار(10.000) ،  الذي تميز بنقص حاد في مخزون المركب المائي المسيرة- الحنصالي و بعدم تخويل أي حصة مائية لسقي المدارات المسقية بدكالة برسم الموسم الفلاحي 2020/2021 ، حيث لم تتعدى حقينة المركب المائي المسيرة الحنصالي 476 مليون متر3 ، بنسبة ملأ 14% خلال شهر يوليوز 2021  مقارنة مع نسبة ملأ حوالي 18% خلال نفس الفترة من سنة 2020.

و أضاف السيد المدير الجهوي للاستثمار الفلاحي أن مساحة الشمندر السكري توزعت حسب نمط السقي ، فبخصوص السقي بالتنقيط بالري عبر ضخ المياه الجوفية 2.227 هكتار و السقي بالرش بالري عبر ضخ المياه الجوفية 5.124 هكتار أما السقي الإنسيابي بالري عبر ضخ المياه الجوفية 3.371 هكتار ، موضحا أن التوزيع حسب الأقاليم عرف زراعة 1.375 هكتار بالري عبر ضخ المياه الجوفية باقليم الجديدة و 8.908 هكتار بالري عبر ضخ المياه الجوفية باقليم سيدي بنور و 440 هكتار بالري عبر ضخ المياه الجوفية باقليم آسفي ، مؤكدا أن عملية زرع الشمندر السكري انطلقت مبكرا في شهر شتنبر 2020 حيث تم زرع 214 هكتار (2٪)، 5.790 هكتار خلال شهر أكتوبر (54٪) و 4.503 هكتار خلال شهر نونبر (42٪) و 215 هكتار خلال شهر دجنبر (2٪) مشيرا أنه استفاد من زراعة الشمندر السكري برسم هذا الموسم الفلاحي 3.355 فلاح.

و عن الظروف المناخية ، قال السيد المدير الجهوي أن المردودية المهمة بجهة الدارالبيضاء سطات تعزى إلى الظروف المناخية الملائمة التي تميزت بالتساقطات المطرية المهمة التي عرفتها الجهة خلال الموسم الفلاحي الحالي 2020/2021، و التي تميزت بتوزيع جيد ومنتظم في جميع أقاليم الجهة، حيث تم تسجيل تساقطات هامة يقدر مجموعها منذ بداية الموسم الفلاحي 2020/2021 ب 330 ملم مقارنة مع 150 ملم مسجلة خلال الموسم الفلاحي الفارط خلال نفس الفترة، أي بزيادة 120%  و 329 ملم كمعدل التساقطات المطرية خلال نفس الفترة الأمر الذي ساهم في تكثيف النشاط الفلاحي بشكل مهم على صعيد الجهة، حيث تم إنجاز 100 % من البرنامج الزراعي للموسم الفلاحي 2020/2021. و تتوزع التساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي الحالي بأقاليم الجهة كما يلي:

حصيلة الموسم 2020ـ2021   ابريل مايمارسفبرايرينايردجنبرنونبراكتوبرشتنبرالإقليم /المنطقة
435,41,547,970,2203,763,134,310,34,4بن سليمان
318,324854114523216,30برشيد
3550,543,554,515143,54810,53,5الدار البيضاء
322,9015,347,3138,238,97283,2الجديدة
291,47,148,548,785,554,738,17,21,6سطات
2616,0730 ,0836,7387,8926,6258,3214,680,17سيدي بنور
ORMVAD
329,551,9538,7551,91130,0546,4747,1211,162,15الجهة

و نظرا للأهمية التي توليها اللجنة التقنية الجهوية لزراعة الشمندر السكري ونتائج الموسم الفلاحي الفارط 2019/2020 الذي تميز بتسجيل أرقام مهمة سواء من حيث الإنتاج الذي فاق 1,260 مليون طن فقد عرف الموسم الحالي إقبالا مهما من الفلاحين على زراعة الشمندر السكري مما أدى إلى تكثيف الجهود لتحقيق البرنامج المسطر بداية الموسم الفلاحي.

لأجل انجاح موسم قلع الشمندر ، اتخذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي جملة من الاجراءات و التدابير ، لذلك و بالنظر للدور السوسيو إقتصادي الذي تلعبه زراعة الشمندر السكري بالمدار السقوي لجهة الدار البيضاء سطات، أوضح السيد عبد الحمان النيلي أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة و باقي شركائه في إطار اللجنة التقنية الجهوية عقد اجتماعات مكثفة خلال الموسم الفلاحي 2020/2021،  كان الهدف منها إنجاح الموسم عن طريق التتبع الدقيق لجميع مراحل إنتاج الشمندر السكري و اتخاذ تدابير محكمة لتجاوز هذه  الوضعية الصعبة على رأسها  إحكام عملية للسقي و تقنين استعمال المياه  الجوفية وكذلك وضع برنامج الزرع وبرنامج السقي والمتابعة المستمرة للزراعة و وتعميم الزرع الميكانيكي لجميع المنتجين من أجل إنجاح عملية الإنبات وتوفير المدخلات الفلاحية اللازمة من استعمال لأصناف البذور أحادية الجنين المقاومة للأمراض و المتميزة بإنتاجيتها العالية و الأسمدة و المبيدات و كذا المواكبة و التأطير للمنتجين في كل مراحل الإنتاج و التي مكنت من إنجاز أشغال الصيانة في الوقت المناسب بالإضافة الى وضع برنامج للقلع.

و أكد السيد المدير الجهوي أن اللجنة التقنية نظمت أياما تحسيسية و تكوينية لفائدة الفلاحين حول تقنين و ترشيد عملية السقي و التسميد و أهمية الزرع المبكر والقلع المبكر، والحرث العميق، والمحافظة على الدورة الزراعية والسقي في الوقت المناسب و محاربة الأمراض الناتجة عن الحشرات والطفيليات وشملت هذه العملية عدد كبير من الفلاحين بهدف تحسين الإنتاج والمردودية ، كما توجت هذه الجهود بانطلاق عملية قلع الشمندر السكري يوم 08 ماي 2021، عملية الشحن يوم 09 ماي 2021 في ظروف حسنة، و ذلك بعد نتائج تحاليل 08 عينات خلال شهري مارس و أبريل الثانية. أما بالنسبة للإنتاجية فقد ناهزت784 663  طن بمعدل إنتاجية73,18  طن/هكتار.

و عن دور المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لجهة الدار البيضاء سطات في النهوض بالقطاع

أشار السيد عبد الرحمان النايلي أنه منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر، ساهم هذا الأخير بدور كبير في النهوض بالقطاع، من خلال نهج مقاربة تشاركية  لكل الفاعلين في القطاع، ونخص بالذكر المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لدكالة، و شركة كوسومار إلى جانب جمعية منتجي الشمندر السكري، و الغرفة الفلاحية، حيث تم تعميم البذور أحادية الجنين إلى جانب مكننة الزرع و القلع و التخطيط الجيد لعملية السقي و ترشيد استعمال الأسمدة و المبيدات بالإضافة إلى التسيير الجيد و اعتماد التقنيات الحديثة، كما  تم تسجيل ارتفاعا في استعمال الآلات الفلاحية و صلت إلى تعميمها خلال هذا الموسم الفلاحي بما فيها القلع الميكانيكي للشمندر السكري في ظل الإجراءات الإحترازي لمحاصرة جائحة كورونا فيروس. و قد تم تأطير و مواكبة حولي 3.355 من منتجي الشمندر السكري بالجهة بهدف التغلب على جميع المعيقات خلال الموسم الفلاحي الحالي و، و من جانب آخر أشار المدير الجهوي للاستثمار الفلاحي أنه تم اتخاذ تدابير إضافية مهمة من طرف الدولة في إطار مخطط المغرب الأخضر تتعلق بمتابعة إنجاز البرنامج الوطني لاقتصاد مياه الري، ومتابعة المساعدة التقنية لصالح الفلاحين لإنجاز مشاريع مقتصدة لمياه السقي والاستفادة من المساعدات الممنوحة من طرف الدولة لصالح الفلاحين في إطار صندوق التنمية الفلاحية . حيث تتراوح معدلات الدعم بين 80 و100 بالمائة حسب المساحة المخصصة تهذف بالأساس إلى تشجيع الفلاحين على استخدام تقنيات تساهم في ترشيد مياه الري (نظام السقي بالتنقيط).

 و أبرز السيد عبد الرحمان النايلي أن زراعة الشمندر السكري تعد من الزراعات الأكثر انتشارا بمنطقة دكالة و رافعة للتنمية المحلية في الجهة، بالنظر إلى تواجد معمل السكر كوسومار بسيدي بنور، و الذي يعد أكبر وحدة إنتاجية على الصعيد الوطني بمعدل الطاقة الإستعابية 15.000 طن/اليوم، علما بأن إنتاج السكر تضاعف مرتين خلال الخمس سنوات الأخيرة ، و تعتبر سلسلة الشمندر السكري من أهم القطاعات المنتجة على صعيد جهة فهي تساهم ب 40 % من الإنتاج الوطني من الشمندر السكري و ذلك نظرا للمؤهلات الطبيعية التي تزخر بها و الملائمة لزراعة الشمندر السكري، فضلا عن المجهود المستمر للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة وكذا الإجراءات التحفيزية التي اتخذتها وزارة الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و القطاع البيمهني بالإضافة إلى تمكن الفلاح في السنوات الأخيرة من تطوير آليات الاشتغال و الاختيار الجيد للبذور والأسمدة وكذا التنسيق الجيد بين جميع المتدخلين في هذه السلسلة الفلاحية الإنتاجية، الأمر الذي يخلق رواجا تجاريا مهما حيث يساهم القطاع في تحسين دخل الفلاحين وتوفير فرص الشغل لليد العاملة (مليوني يوم عمل في السنة) بالإضافة إلى تنمية المنطقة و تنشيط العديد من المجالات كالمساهمة الفعالة في خلق شركات مانحة للخدمات (23 شركة لتوزيع مواد الإنتاج و120 شركة لمقدمي الخدمات المتعلقة بالمكننة، والعديد من شركات النقل التي تشغل 400 شاحنة لنقل منتوج الشمندر السكري إلى المعمل و 65 آلات للقلع و للشحن ). مما جعل هذه السلسلة الإنتاجية تحظى بأهمية خاصة في إطار المخطط الفلاحي الجهوي، وباهتمام وتتبع دائمين من طرف اللجنة التقنية الجهوية للسكر، المكونة من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة، وجمعية منتجي الشمندر السكري، ومعمل وحدة كوسومار لإنتاج السكر بسيدي بنور و الغرفة الفلاحية لجهة الدار البيضاء – سطات. 

و عن الجانب الوقائي صرح السيد المدير الجهوي للاستثمار الفلاحي أن معمل السكر كوسومار بسيدي بنور و اللجنة التقنية اتخذا جميع الإجراءات احترازية والاستباقية لمحاربة جائحة “كوفيد-19 لكي يمر موسم قلع الشمندر السكري لعام 2021 في ظروف جيدة في ظل الجائحة، و في هذا الجانب سطر معمل السكر كوسومار بسيدي بنور برنامجًا متكاملا لمكافحة كورونا فيروس يرتكز على ترسانة من الإجراءات الصارمة تتكون من عدة إجراء وقائية ضد Covid 19 مع الأخذ بعين الاعتبار الإجراءات المتخذة من طرف وزارة الصحة بهدف حماية صحة موظفي و عمال المعمل وشركائه و لعل من أهم التدابير الاحترازية والاستباقية التي اتخذها المعمل واللجنة التقنية للشمندر السكري لمكافحة جائحة “Covid-19” يضيف السيد عبد الرحمان النايلي تعميم عملية القلع الميكانيكي للشمندر السكري و استعمال الرقمنة في جميع المراحل من طرف المعمل، بدءا من الزرع إلى القلع، مرورا بتسليم المنتوجات إلى المعمل، وصولا إلى استخلاص مستحقات الشمندر لفائدة الفلاحين، سيُمكن من ضمان التباعد الجسدي بين جميع الفاعلين في القطاع، كما تم حظر التجمع بين الفلاحين و سائقي الشاحنات ومقدمي الخدمات الفلاحية،مع  تحسيس الفلاحين لاستعمال الكمامة من طرف الفلاحين في البقعة الفلاحية، إلى جانب المطهرات وغسل اليدين بالماء والصابون كل ربع ساعة،و أيضا الإشعار بالقلع من طرف المعمل عن طريق الرسائل القصيرة ومراقبة حركة الشاحنات والآلات باستخدام تقنية تحديد المواقع، مع توفير جميع وسائل التعقيم وتوزيع الكمامات الواقية و المحاليل المائية – الكحولية المعقمة على جميع المشاركين في عملية القلع والنقل، علاوة على تعقيم المرافق والمعدات و جميع وسائل نقل الشمندر السكري داخل و خارج المعمل، و كذا التحسيس بالممارسات الجيدة ضد الوباء عبر كبسولات تحسيسية و رسائل قصيرة لفائدة الفلاحين و العمال في الحقول و المستخدمين  و مناولي الخدمات، وكذلك سائقي الشاحنات والجرّارات والآلات الفلاحية ، و عليه يختم السيد عبد الرحمان النيلي تصريحه للجريدة بالقول أنه كان لهذه التدابيرأهمية قصوى في عملية انطلاق و تقدم موسم قلع الشمندر السكري في ظروف جيدة.