ساكنة دوار بورحي بإقليم خنيفرة، تعاني العطش، وتستنجد بفعاليات المجتمع المدني لمؤازرتها

0
  • أحمد بيضي

مع تقدم فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، اشتدت معاناة ساكنة دوار بورحي، بسيدي بوعباد، إقليم خنيفرة، بسبب أزمة الماء الصالح للشرب، وغياب خدمة ربط المنازل بالماء، ما يشكل، يوما بعد يوم، تهديدا لحياة هذه الساكنة، وتقويضا لحقها في الكرامة والحياة، كما ليس مفاجئا أن يفكر الكثيرون في الهجرة القسرية من المنطقة، الوضع الذي حمل فعاليات جمعوية وحقوقية للدخول على الخط من أجل مؤازرة “ضحايا العطش”، ومطالبة الجهات المعنية بالتدخل الفوري للحد من استمرار المعضلة، مع تحميل هذه الجهات مسؤولية أي تطورات اجتماعية أو مضاعفات صحية قد تترتب عن الوضع غير المقبول.

وبناء على طلب مؤازرة تقدمت به الساكنة المتضررة ل “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، انتقل أعضاء من هذه الجمعية للمنطقة في سبيل الوقوف ميدانيا على معاناة هذه الساكنة مع العطش جراء تجاهل المسؤولين للمعضلة، إذا لم يكن التعامل مع وضعهم بمنطق الوعود العقيمة التي تراهن على ربح الوقت، وقد جرى مؤخرا تعميم شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يوثق حجم معاناة الساكنة، ويحمل تصريحات لبعض المواطنين الذين عبروا عن نفاذ صبرهم ومدى امتعاضهم حيال عدم الاهتمام بحقهم في مادة حيوية ضرورية لا يمكن للحياة العيش من دونها، بالأحرى الحديث عما تعيشه المنطقة من مظاهر الإقصاء والحيف.

ووفق تدوينة لرئيس فرع “الجمعية المغربية لحقوق الانسان”، أفاد فيها أنه بعد نشر شريط الفيديو الذي يتحدث فيه المتضررون عن معاناتهم مع العطش، وانعدام الربط بشبكة الماء الصالح للشرب، فوجئ الجميع ب “توقيف عملية تزويد السكان بالصهاريج المتنقلة، لمدة يومين، في عز موجة الحرارة المرتفعة، وذلك انتقاما من المطالبين بحقهم المشروع في الماء”، ل “تتضح نية الانتقام أكثر من خلال تعامل عون السلطة مع البعض ممن استفسروه عن سبب تأخر تزويدهم بالصهاريج المتنقلة، فجاء رده عليهم: “سِيرُو عَند ع.غ يْجيبْ لْيكُوم المَاء”، في إشارة واضحة، يضيف رئيس فرع الجمعية، لمواطن تحدث في شريط الفيديو عن تفاصيل جحيم العطش الذي تعاني منه المنطقة.

وتؤكد الساكنة المتضررة من العطش أن المنطقة تعاني الوضع المذكور منذ سنوات طويلة، بسبب التجاهل الممنهج من طرف الجهات المسؤولة، سيما في ما يتعلق بعدم الربط بشبكة الماء الصالح للشرب، فيما أشار بعض المواطنين للقاء جمع الساكنة ببعض المسؤولين، قبل سنوات معدودة، تحت سقف مقر عمالة الإقليم، وعلى ضوئه قام العامل السابق بزيارة ميدانية للمنطقة، واقترح إنشاء بئرين على شكل حل مؤقت، إلى حين إنجاز دراسة تقنية لمعالجة الوضع، والبحث عن كيفية التمويل، غير أن فكرة البئرين ظلت عبارة عن حل ترقيعي من دون أنابيب مناسبة تستجيب لحاجيات الساكنة، والتي تكفل أحد المحسنين بتوفيرها من ماله الخاص.

وضمن التصريحات الموثقة في شريط الفيديو، تحدث السكان عن بواطن منطقتهم الغنية بالماء، وعن خزان ينتظر وصول الماء اليه، ومشروع خمس سقايات لم يخرج إلى النور، كما عن قطع رحلات المسافات الطويلة من أجل جلب الماء الشروب، فيما لم يفت المتضررين، في تصريحاتهم أيضا، الحديث بمرارة عن محنة تلاميذ مدرسة المنطقة بسبب انعدام الماء الصالح للشرب، وعددهم يتجاوز 120 تلميذة وتلميذ، وكيف يتأبطون قنينات الماء، في مشاهد مثيرة للأسف والامتعاض، وبينما وقع إجماع الساكنة على أن الحياة أضحت جد صعبة أمام معضلة أزمة الماء، هدد آخرون بالخروج إلى الاحتجاج للمطالبة بإيجاد حل عملي لمعاناتهم.