في آخر دورة لمجلس جهة سوس ماسة “الفريق الإشتراكي بمجلس جهة سوس ماسة ينتقد بشدة تقاعس المجلس في أدائه وعدم تقييمه لنتائج العديد من الإتفاقيات التي تهم الوعاء العقاري والرحلات الجوية وكهربة ما تبقى من العالم القروي”

0

عبد اللطيف الكامل

عرفت الدورة الأخيرة من عمرالولاية الإنتدابية لمجلس جهة سوس ماسة مناقشة ساخنة لبعض النقط المدرجة في جدول أعمال الدورة وخاصة تلك المتعلقة بالعديد من المشاريع التنموية والإقتصادية وعلى بعض الإتفاقيات المصادق عليها والتي أثارت ملاحظات وانتقادات من لدى الفريق الإشتراكي المكون للمعارضة داخل المجلس والمشكل من الأخوين حسن مرزوقي والحسين بن السايح.


بشأن نقطة الكهرباء،انتقد الأخ الحسين بن السايح بشدة في بداية هذه الدورة المنعقدة يوم الإثنين 5 يوليوز2021،مكتب مجلس جهة سوس ماسة لعدم إدراج النقطة المتعلقة بكهربة العالم القروي،خاصة أن عدة دواويربجماعات قروية لازالت لم يشملها الربط بشبكة الكهرباء ليظل سكانها يعانون كثيرا من فقدانهم لخدمات هذه الطاقة.

ولهذا عاب على المجلس في شخص رئيسه على تقاعسه في تحقيق انتظارات ساكنة عدة دواوير بالوسط القروي،من خلال عدم إدراج الإتفاقيات المتعلقة بإتمام كهربة ما تبقى من الدواوير والمداشر بمختلف الجماعات القروية التابعة لجهة سوس ماسة.

وفي السياق ذاته،تطرق الأخ حسن مرزوقي في كلمته إلى مجموعة من النقط التي شكلت نقط استفهام حول العديد من المشاريع والإتفاقيات الموقعة حيث سجل بدوره تقاعس مكتب المجلس وتهاونه عن الأداء أو التتبع والتقييم لتلك المشاريع والإتفاقيات الموقعة سابقا مع عدة شركاء مع أن الجهة صرفت مبالغ كبيرة بشأنها.

وقال مرزوقي:”إذا كانت دورة يوليوزهي آخر دورة في هذه الفترة في هذه الفترة الإنتدابية فأنا اعتبرها هي أول دورة من حيث البرنامج الإستراتيجي الذي يرسم معالم مستقبل الجهة وخاصة حاضرتها مدينة أكَادير مع كل أطرافها الخارجية”.

مضيفا “أن مناقشة المخطط الجهوي لإعداد التراب يحدد تموقع الجهة اقتصاديا من خلال حجم المشاريع الموعودة إضافة إلى وقعها الإجتماعي للأجيال المقبلة في عدة مجالات لكن في الوقت نفسه لايمكن أن تنسينا هذه الوعود حجم الإكراهات التي لازالت تتخبط فيها الجهة والتي تثقل كاهلها الآن”.

وأكد في كلمته القيمة أن”مشروع أغروض السياحي كان من المفروض أن يعزز لا محال القدرة الإيوائية ويوفرأيضا فرص الشغل ويساعد على تنمية واعدة،لكن للأسف لازالت ذاكرتنا تحتفظ للمسار التي قطعته محطة تغازوت التي عمرت لأكثر من عقدين من الزمن بحيث لازالت تهيئتها مستمرة إلى اليوم دون أن تحقق الوعود التي كانت معقودة عليها بدليل أنها اكتفت فقط ب2000 سرير لمساحة تصل إلى 600 هكتار وأغلب هذه المساحة التهمتها للأسف الشقق السكنية”.

مبرزا أن “المجلس اليوم عليه أن يستوعب كافة الدروس لوضع إمكانياتنا من أوعية عقارية من أجل التنمية والمشاريع ذات القيمة المضافة وخاصة التي توفر مناصب الشغل للشباب وتفتح الآفاق أمام حاملي المشاريع.”

وعليه “أن يعيد النظر في الكثيرمن الإتفاقيات والمشاريع التي أبرمها مع مختلف الشركاء،خاصة أنه مرت تجارب غيرسارة مع شركاء حاليين وأخص بالذكرالشركة المغربية للهندسة السياحية التي لازال وقعها يلوح بظلاله عل مشاريع عرفت تجاوزات واختلالات،بحيث لم تحقق أيا من الأهداف المسطرة وهي اليوم حاضرة في مشروعيين أساسيين وهما محطة أغروض ومجال مواكبة المقاولات المتوسطة والصغيرة”.

ومن جهة أخرى طالب حسن مرزوقي بأن يكثف المجلس مجهوداته من أجل تحقيق مشاريع كبرى لتحقيق نهضة وتنمية بالجهة على مدى 25 سنة القادمة،ولذلك لابد من الترافع على تحقيق مطلبين كبيرين وهما ربط الجهة بشبكة السكك الحديدية وإنشاء ميناء كبير،حتى تستطيع جهة سوس ماسة أن تلعب دورا اقتصاديا كبيرا في وسط المملكة،ولتكون قنطرة عبور تنموي إلى الجنوب المغربي وإلى العمق الإفريقي.

أما بخصوص الإتفاقية المبرمة مع الخطوط الجوية الملكية في نسختها الثالثة في هذه الفترة الإنتدابية والتي تحولت من 25 مليون درهم كمساهمة من مجلس جهة سوس ماسة إلى 36 مليون درهم في النسخة الثانية بعدما تخلى المكتب الوطني المغربي للسياحة على مساهمته المحددة في 11 مليون درهم،لكن هذه الإتفاقية المبرمة لم تحقق الشروط والإنتظارات منها.

مشيرا إلى أن الإتفاقية لم تحقق ما كان منتظرا منها بدليل أن عدد الحجوزات لم تتجاوز نسبة 52 في المائة،وهذه نسبة عادية جدا لأنها هي التي كانت تحققها سابقا الخطوط الملكية الجوية وبالتالي فهذه الإتفاقية لم تضف أي شيء للجهة.واليوم جاءت الإتفاقية في نسختها الثالثة والمحددة قيمتها في 16 مليون درهم على أساس أن تكون لوجهة أكَادير أربع رحلات للخطوط الملكية الجوية في اليوم:رحلتان ذهابا ورحلتان إيابا.

كما أكد مرزوقي في تدخله أثناء مناقشة أن هذه الإتفاقية لم تكن موفقة على الإطلاق لأن اختيار أربع رحلات جوية سيضر كثيرا بوجهة أكَادير،علما أن مجموعة من العواصم الأروبية غيرمرتبطة برحلات جوية مباشرة مع وجهة أكادير،عبر الخطوط الجوية الملكية من نقطة الإنطلاق إلى نقطة الوصول بأكادير.

وهنا يضطرمعظم السياح،يضيف،إلى المجيء إلى أكاديرعبرمحطة العبوربالدار البيضاء وهذا ما يجعل الأمرمكلفا من حيث التدبيرالزمني سواء بالنسبة للسياح الأجانب أو المغاربة الوافدين على مدينة أكادير.

وانتقد في الأخيرمكتب مجلس الجهة بشأن هذه القضية لأن الجهة لازالت تصرف مبالغ كبيرة على هذه الرحلات الجوية وتدعم الخطوط الملكية الجوية على أساس أن تكون الرحلات الجوية مباشرة وليس عبر محطة الدار البيضاء.

زيادة على كون الدعم المخصص للخطوط الجوية الملكية يسعى إلى ربط وجهة أكادير بكافة العواصم الأروبية أي الأسواق السياحية، ومن ثمة يرى مرزوقي أن كل أشكال الدعم المالي المقدم للخطوط الملكية الجوية إلى حد الآن عبر ذه الإتفاقيات المبرمة لم يأت أكله بعد مما يفرض على المجلس أن تكون له الشجاعة الكاملة لقول الحقيقة ولتقييم نتائج هذه الإتفاقية التي التهمت أموالا طائلة من ميزانية جهة سوس ماسة.