بعد العثور على جثة الطفلة يسرى التي ابتلعتها بالوعة الصرف الصحي بمنطقة بركان، تمكنت فرق البحث، يوم الجمعة 7 مارس 2025، من العثور على جثة الطفل الذي جرفته السيول بإحدى البرك المائية، المعروفة محليا بـ”الصفاية”، في منطقة حد بوموسى بإقليم الفقيه بن صالح، وحملته لمسافة طويلة، مما صعَّب جهود البحث بسبب الأوحال وارتفاع منسوب المياه، وبعد أكثر من 24 ساعة من العمليات المكثفة، تم اكتشاف جثته داخل أحد المجاري المائية القريبة من منطقة مزرة بدوار أولاد محمود.
وكان الطفل، الذي لم يتجاوز عمره الثماني سنوات، في طريقه، يوم الخميس 6 مارس 2025، إلى مدرسته الابتدائية عندما باغتته السيول الجارفة الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة، حيث انزلق لتجرفه المياه وتختفي آثاره في مجرى مائي سريع، دون أن يتمكن أحد من إنقاذه، وفور وقوع الحادث، سارعت فرق الإنقاذ، مدعومة بعناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية والسلطات المحلية، بمساندة عدد كبير من المواطنين المتطوعين، إلى مباشرة عمليات بحث واسعة في محاولة للعثور على جثة الطفل المفقود.
ولم تكن ظروف البحث سهلة بسبب قوة التيار المائي والأوحال الكثيفة وسوء الأحوال الجوية التي أعاقت عمليات التمشيط، حيث كانت المهمة أكثر تعقيدا وصعوبة رغم كل الجهود التي بذلتها الفرق المختصة وسواعد المتطوعين من شباب المنطقة، في حين أثارت الحادثة المؤلمة موجة من الحزن والغضب، خاصة أنها ليست الأولى من نوعها في المنطقة، حيث تعاني العديد من الجماعات القروية من غياب البنية التحتية القادرة على مواجهة المخاطر الطبيعية، مثل الفيضانات والسيول.
وقد عجت منصات التواصل الاجتماعي بمطالب تدعو إلى تحسين تصريف مياه الأمطار وإقامة حواجز وقائية في المناطق المعرضة لخطر الفيضانات، خاصة بالقرب من المؤسسات التعليمية ووكذلك بالمواقع التي تجعل التنقل عبرها، في الأيام الماطرة، محفوفا بالمخاطر، على أمل أن تكون “حادثة تلميذة بركان” و”حادثة تلميذ حد بوموسى” جرس إنذار لتعزيز منظومة الإنقاذ بالآليات الضرورية، ولاتخاذ خطوات حقيقية للحماية من مخاطر السيول والفيضانات مستقبلاً، بل لتحديد المسؤوليات ومعاقبة المتهاونين والمتورطين.