لماذا اختفى مشروع المدينة الرياضية في العاصمة الاقتصادية ؟

0

خلال الولاية الثانية لمجلس مدينة الدارالبيضاء التي انتهت في سنة 2015 ، وهي الولاية التي كان على رأسها محمد ساجد ، بدأ النقاش في كواليس المجلس حول إحداث مدينة رياضية شاملة لكل الألعاب وتضم فضاءات ترفيهية وغيرها ، وقد علمنا حينها أن هناك اتصالات ببعض مكاتب الدراسات لوضع خارطة طريق بهدف إنجاز المشروع ، أكثر من ذاك فقد تمت اتصالات مع أطراف في الحكومة كي تدخل الأخيرة على الخط لضمان نجاح المشروع .
وبحسب مقربين من هذا الملف في تلك الفترة، فإن المدينة الرياضية التي تبخرت، كانت ستضم جل الأنواع الرياضية ، منها كرة القدم ، السباحة ، رياضات فنون الحرب ، الفروسية ، كرة المضرب ، كرة السلة ، كرة اليد ، والكرة الطائرة والعدو الريفي والكرة الحديدية وكمال الأجسام وما إلى ذلك ، وتضم أيضا منتجعات ترفيهية بمطاعم ومقاه وحتى محلات تجارية للوازم الرياضية وحدائق تضم ألعابا للأطفال ، وتسييج المدينة بأبواب وأقواس من الطراز المغربي الأصيل .
هذا المشروع كان من المفروض أن يكون بمثابة مدخل للدارالبيضاء من تراب منطقة الحي الحسني حيث توجد مختلف الأندية الخاصة، ملعب الوداد والرجاء ونادي الكوك والروك والكاف وغيرها، والمشروع في الحقيقة كان مفكرا فيه أيام الحماية حيث تم تقسيم الدارالبيضاء إلى مناطق منها طبية ورياضية وسياحية وما إلى ذلك ، إلا انه لم ينجز ، كما لم يكتب له الإنجاز في نسخته المغربية المحضة . والغريب أن أيا من المجلس الذي تلا تلك الفترة أو حتى المجلس الحالي أعاد طرح هذا المشروع من جديد ، بحكم أن العاصمة الاقتصادية تفتقد لفضاءات رياضية تستجيب لمتطلبات الساكنة ، كما أنها أكبر مدينة في المغرب ومن المفروض أن تضم مثل هذه المشاريع الضخمة خاصة وأنها حاضنة للعديد من التظاهرات الدولية .
المنطقة التي تتوزع عليها هذا الأندية الخاصة التي ذكرنا لا تستفيد منها لا الساكنة ولا الخزينة الجماعية ، رغم أنها في ملكية المدينة وتدر على مدبريها مداخيل مالية مهمة ، بل إن هناك أندية أخرى خاصة بالفروسية والغولف شيدت على أراض جماعية ولا تحصل منها الخزينة شيئا. وبحسب المعطيات المعلنة، فإن ملعب الغولف وحده من يؤدي ما قيمته 15 مليون سنتيم في السنة للمدينة ، أما باقي الأندية المستفيدة من العقار الجماعي، فلا يذكر بشأنها أي شيء.

العربي رياض