صحفي بجهة بني ملال خنيفرة يحصل على الماستر في موضوع “السرد في الصحافة الإلكترونية المغربية”

0
  • أحمد بيضي

حصل الإعلامي المصطفى أبوالخير على دبلوم الدراسات العليا “الماستر” تخصص “السرد والثقافة بالمغرب”، في موضوع “السرد في الصحافة الإلكترونية المغربية”، وذلك بعد مناقشة جرت صباح الأربعاء 20 يوليوز 2022، بكلية الآداب جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، وقررت اللجنة العلمية بعدها منح المعني بالأمر نقطة 18/20 مع إشادة أعضائها بتميز وراهنية العمل الفريد من نوعه، وتتكون اللجنة من الأساتذة الدكتور عبد الرحمان غانمي رئيسا ومقررا، والدكتور إدريس جبري مشرفا، والدكتور  محمد جليد عضوا.

وتناول الباحث أبوالخير في عمله الهام، الذي تكون من مقدمة ومدخل خصص لمفهوم السرد، فصلين وخاتمة، حيث خصص الفصل الأول المعنون ب “السرد والصحافة أية علاقة؟” لمقاربة تاريخ نشأة السرد، و”الجذور الأولى لمهنة الصحافة والوشائج بينهما”، محاولا “رصد أسماء من جمعوا بين الصحافة والأشكال السردية، ثم مراحل تطور الصحافة، وخصوصيات الصحافة الالكترونية”، فيما لم يفته استعراض “أحدث الإحصائيات لاستعمالات المغاربة للأنترنت، وعلاقة ذلك بإقبالهم على المحتوى الصحفي الالكتروني”.

وفي ذات السياق، تطرق المصطفى أبوالخير في الفصل الثاني من بحثه المتميز ل “تقنيات السرد في الصحافة الالكترونية”، و”خصوصياته في الخطاب الصحافي والممارسة الإعلامية، وعلاقته بالخبر الصحفي الالكتروني، والخبر الصحفي الالكتروني كحادث وحكاية”، و”للمعالجة السردية للخبر الصحفي الالكتروني المكتوب”، محاولا “تقريب التقنيات المعتمدة في الصحافة المكتوبة وعلاقتها بتقنيات السرد، من مثل الأسئلة الستة والقوالب السردية للخطاب الصحفي المكتوب”.

ومن جهة أخرى، تناول ذات الإعلامي “التقنيات الحديثة في السرد الصحفي الالكتروني بالمغرب، مثل نشأة صحافة البيانات وأساليبها وخصوصياتها، ونشأة السرد القصصي الرقمي في الصحافة الالكترونية المغربية والقوالب السردية”، مع تقديم نماذج من الصحافة الالكترونية المغربية، وتقديم “معلومات ومعطيات أسعفه التتبع المتواصل لمهنة الصحافة منذ سنوات، ممارسة وتكوينا، في المقارنة والتحليل والاستنباط، “أهمية السرد ووظيفته العليا، سواء في الأجناس الأدبية وغير الأدبية، كما شأن الصحافة عموما، والإليكترونية بالخصوص”.

وخلال مناقشة البحث وضع الباحث مجموعة من التساؤلات: منها “هل يوجد سرد في الصحافة؟، ما علاقة الصحافة بالسرد؟، وكيف يمكن أن يتضمن الخطاب الصحفي مادة سردية وبالتالي إخبارية؟، وماهي أوجه التشابه بين السرد الأدبي والسرد الصحفي وأوجه الاختلاف بينهما؟”، ليرى “أن نشأة السرد في الصحافة كانت كما نشأة السرد في الأدب عامة، والرواية خصوصا في ظروف مشابهة، إلا أن السرد الصحفي تطور بتطور التكنولوجيا وثورة الانترنت لنصبح أمام سرود صحفية متنوعة”، من الصحافة الورقية والسمعية والبصرية، ووصولا إلى الالكترونية.

وأكد الباحث أن “التداخل الأجناسي للسرود، خصوصا السرد الصحفي مع السرد الأدبي، يتمظهر في مجموعة من القرائن والمستويات بشكل لم يكن عفويا، بل كان لهما معا مقصد واحد يؤدي إلى رسالة واحدة وهي التأثير في المتلقي”، متسائلا حول “مدى توظيف تقنيات السرد في الصحافة عموما، وفي الصحافة الالكترونية خصوصا؟ وكيف تطورت الصحافة الالكترونية لتصبح وعاء لمجموعة من الآليات السردية التي فتحت مجالات جديدة غير مسبوقة، ومنحت السارد / الصحفي، والمتلقي فضاء أرحب للتواصل”.

ولم يفت الإعلامي الباحث إبراز أهداف عمله، بالقول إنه “سعى أساسا إلى مقاربة موضوع السرد في الصحافة الالكترونية المغربية، ورصد بعض صوره وتقنياته الحديثة، ومدى تأثيرها على المتلقي المغربي”،  وتسليط الضوء على “العلاقات القائمة بين السرد الأدبي والسرد الصحفي”، وهي “محاولة بمقاربات منهجية تحاول الاستفادة من حقول معرفية متباعدة لتجسير العلاقة بين الممارسة الصحفية التقليدية والصحافة الالكترونية المتسلحة بأحدث الثورات الرقمية والتكنولوجية”.

ومن جهة أخرى، أشار أبوالخير لما اعترضه من صعوبات في البحث لأسباب أجملها في “حداثة الموضوع الذي هو الصحافة الالكترونية بالمغرب، ناهيك عن حداثة موضوع الدراسة الذي هو السرد في هذا الصنف من الصحافة”، ولعل أول الصعوبات قد تجلت في “الدراسات المحدودة عن صنف الصحافة الالكترونية بالمغرب، والتي انصرف أغلب الدارسين لها، على قلتهم، إلى التكوين في تقنيات التحرير أو أخلاقيات المهنة، فيما فضل الدارسون من حقول معرفية أخرى الإحجام عن اقتحام موضوع ارتبط اسمه بمهنة المتاعب”.

كما أكد أبوالخير على صعوبات “الشح في ما يتعلق بالاهتمام بالسرد الصحفي مقابل الاهتمام  بالسرود الأخرى، وهو على عكس الدراسات الغربية التي أبدعت في المجال”، مضيفا ما يتعلق ب “صعوبة الوصول إلى مقالات ومواد صحفية إلكترونية استحال بقاؤها منشورة على الأنترنت”، ليستفيد من “علاقات مهنية سهلت العمل، علاوة على “نصح وتوجيه أستاذته”، وبالأخص د. إدريس جبري المشرف على هذا البحث، ود. عبد الرحمان غانمي منسق ماستر السرد والثقافة بالمغرب.