عين تاوجطات: مخلفات الدواجن لتسميد الضيعات.. رائحة تزكم الأنوف و مهندس بيئي يحذر من “السرطان و أمراض قاتلة”

0

محمد الحاجي

انتشرت منذ أيام رائحة كريهة بمدينة عين تاوجطات و المناطق المجاورة؛ رائحة تزكم أنوف الساكنة مهددة الصحة و البيئة؛ وضع حتَم التدخل العاجل للسلطات المعنية؛ المحلية منها و الصحية لوضع حد لمصدر هذا التلوث الخطير.

و أكدت مجموعة من الفعاليات  ل”أنوار بريس” أن مصدر هذه الرائحة يعود  لاستعمال فضلات  و مخلفات الدواجن من قبل بعض المزارعين،  لتسميد الضيعات الفلاحية المزروعة بالخضر ،خاصة حقول البطاطس، و الجزر .. و هذا ما عاينه الموقع

فضلات الدجاج للتسميد

و قال فيصل توبت و هو ناشط حقوقي بذات المدينة: إن الساكنة لم تعد تستحمل هذه الرائحة  ومن حقها أن تتمتع بالهواء النقي، مؤكدا أن انتشار عملية تسميد الضيعات الفلاحية بفضلات الدواجن باقليم الحاجب سببه الثمن المنخفض لهذه الفضلات مقارنة مع الأسمدة الأخرى ، دون مراعاة  صحة المواطن و لا السلامة البيئية، مضيفا أن  الفلاحون يقبلون على مستودعات تربية الدواجن بالمنطقة ليشتروا هذه الفضلات مقابل 1000 درهم للشاحنة ،متناسين ثأثيراتها السلبية على المواطنين وعلى المجال البيئي.

و في تصريح له ل”أنوار بريس” أكد المهندس البيئي بوشعيب ساكيني؛  أن لفضلات الدواجن خطورة على البيئة و صحة الإنسان، و تعود روائحها الكريهة لعامل محتوايتها الكيميائية ، يترتب عنها إنبعاث غازات سامة.

و أضاف المهندس البيئي أن هذه الغازات السامة لها تأثير على المدى القريب و المدى البعيد؛ فهي  تسبب مشاكل في الجهاز التنفسي و القصبة الهوائية ، كما تعتبر سببا في  أمراض إنفلوانزا الطيور المعدية و إرتفاع الحمى للأطفال الصغار مع وجود طفيليات جلدية ، مصاحبة بعرق و أحمرار العيون وضيق التنفس .

كما  تسبب أمراض مزمنة (الضيقة l’asthme) وهي منشط لخلايا السرطان على الأمد البعيد،

و أكد ساكيني في ذات الاتصال؛ أنه يمكن استعمال مخلفات الدواجن كسماد و له مردودية، لكن وفق شروط صارمة، أبرزها وجود أفران لدى مربي الدواجن لتجفيف تلك الفضلات، و يجب  عدم استعمالها بالقرب من أماكن تواجد الساكنة، و بعيدا عن منابع و مصادر المياه؛  و مع الحرص على عدم وجود الرياح ،و تنشر بطريقة معقلنة  ومخففة  نهارا، مع تقليب التربة بالحرث  في أسرع وقت،  تفاديا لأذى الناس والحيوانات و البيئة.

 و حذر ساكيني، بشدة من استعمال الفضلات  كأعلاف للحيوانات لارتفاع نسبة البروتين و الكالسيوم و الدهون و الفسفور؛ فهي ترفع  من إنتاجية اللحوم و في نفس الوقت لها أضرار جسيمة على حياة الإنسان و الحيوان في ذات الآن.

و اقترح المتحدث إمكانية استعمال فضلات الدواجن كمصدر للطاقة البديلة ، كحلول لتفادي هذه التأثيرات و استخدامها كطاقة بطريقة التخمر لإنتاج غاز الميثان، ضاربا مثال على ذلك بالهند التي يستخدم فيها حوالي 10آلاف مصنع لإنتاج الطاقة هذا النوع من الفضلات.