نقابيون يكشفون عن الأوضاع المأساوية لعمال مناجم الرصاص بإقليم ميدلت

• أحمد بيضي

كشف بيان نقابي ل (ا م ش)، بميدلت، عن بشاعة “الحالة المأساوية التي آل إليها وضع عمال مناجم الرصاص”، مبرزا بجلاء كيف كان هؤلاء العمال يشتغلون منذ 2013 بمناجم الرصاص بمنطقة غابوية تابعة لجماعة ميبدلادن، على تراب الإقليم، وأرض سلالية بجماعة أمرصيد، في ظروف جد مأساوية وفي انعدام تام لأبسط حقوقهم الشغلية” على حد البيان الذي تم تعميمه على الرأي العام والمنابر الاعلامية.

وفي هذا الصدد، استعرض نص البيان وضعية العمال المشار إليهم، ومن ذلك ممارستهم “العمل، من دون أجر، في حال عدم استخراج الرصاص تحت أي ظروف كان، سواء عند بداية حفر بئر معين أو عدم وجود الرصاص في البئر المحفور”، إضافة إلى “احتساب الأجور حسب كمية الرصاص المستخرَج، والذي يحدده المستخرِج أحد أباطرة الرصاص بالمنطقة، حسب مزاجه، ما بين 1,40 درهم و2,25 درهم، لتتولى بعده شركة “ن. ت” المهمة”، بحسب البيان.

ولم يفت البيان النقابي بالتالي الإشارة ل “عدم التصريح ببعض العمال لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلا خلال سنة 2016″، علاوة على “تحديد الأيام المصرح بها تبعا لمدى تمكن العامل من استخراج الرصاص”، و”في حالة العمل دون استخراج كمية ما، لا يتلقى أي أجر أو تصريح لدى هذا الصندوق”، إضافة ل “تكفل العمال بتوفير أدوات وآليات الحفر ونقل الرصاص نحو مكان التجميع”، وفق البيان.

وصلة بالموضوع، تطرق البيان النقابي ذاته لوضعية عمال المناجم المذكورة مع عدم استفادتهم من أي تعويض في حال “توقف الأشغال لمدد قد تتجاوز في بعض الأحيان ثلاثة أشهر”، علاوة على “عدم التصريح بحوادث الشغل”، و”عدم توفر شروط الصحة والسلامة المهنية، ولا حتى احترام دفاتر التحملات والنصوص المرجعية للتراخيص”، فيما تناول البيان أوضاع أخرى يعيشها العمال مثل “الطرد التعسفي”  و”الشكايات الكيدية”، إلى جانب “تركهم يتدبرون شأن التنقيب والبحث دون إدارة تقنية” مع ما يثيره ذلك من نزاعات بينهم.

وأمام استحضاره لذلك، شدد ذات البيان النقابي على مطالبته ب “إرجاع العمال إلى مقرات عملهم”، ووصفه ل ظروف عملهم ب “الأكثر مأساوية، مقارنة مع ظروف عمال مناجم أحولي وميبلادن خلال حقبة الاستعمار الفرنسي”، وبينما استنكر “منع هؤلاء العمال من حقهم في التنظيم النقابي”، أكد البيان استعدادات جارية لخوض ما يمكن من الأشكال النضالية والأساليب المشروعة، مع مراسلة الاتحاد الدولي للمناجم والصناعات المعدنية، من أجل حماية ومؤازرة العمال المعنيين بالأمر.