المركز الاجتماعي بوادي زم : الملاذ الآمن للأشخاص بدون مأوى

0

يشكل “مركز الاستقبال والرعاية الاجتماعية للأشخاص بدون مأوى” لوادي زم في حقيقة الأمر أكثر من مجرد مبنى استقبال ، ليصير سقفا متينا وملاذا آمنا، يوفر لهؤلاء المحرومين ظروف إيواء كريمة ، ويحفظ كرامتهم الإنسانية.

بهذه المعاني ، يجسد هذا المركز ، الذي تم إحداثه سنة 2019 من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتمويل يبلغ مليون درهم ، العناية الفائقة التي توليها المبادرة لجزء من الساكنة الذين يعيشون على هامش المجتمع ، من أجل مساعدتهم على اختيار مسار لوجودهم بعيدا عن أخطار الشارع.

هذه المواكبة التي يوفرها المركز لنزلائه والدعم الذي يقدمه لهم من أجل مساعدتهم على الخروج ومغادرة عالم الشارع للأبد ، جعلت منه مؤسسة للاندماج الاجتماعي بالدرجة الأولى، وفضاء للحياة وتطوير الذات وفرصة لهؤلاء النزلاء لإعادة بناء ذواتهم، والتخلص من التشرد بشكل نهائي.

وقد خضع مركز وادي زم للأشخاص بدون مأوى ، الذي شيد في البداية لإيواء حوالي ثلاثين شخصا على مساحة تقارب 1000 متر مربع ، لأعمال توسعة وتأهيل كبيرة في أوائل سنة 2020 بتمويل يبلغ 700 ألف درهم، منها مساهمة للمبادرة الوطنية للتنمية قدرها 600 ألف درهم. وبذلك تم تزويد هذه المؤسسة بجناح سكن خاص بالنساء، مما رفع طاقته الإيوائية إلى أكثر من 40 مستفيدة.

وفي البداية، شرع المركز، الذي خصصت له ميزانية سنوية للتسيير تقدر ب 234000 درهم ، منها 150.000 درهم مولتها المبادرة الوطنية ، في استقبال وتوجيه كل وافد جديد عليه.

وأوضح مدير المركز سعيد عمارة ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “في الغالبية العظمى من الحالات ، يكفي توجيه بشكل أفضل للأشخاص الذين يعانون من ضائقة وعوز ويرغبون في ولوج هذه المؤسسة، نحو مؤسسات التكفل المناسبة لمساعدتهم على تجاوز مشاكلهم بسهولة”.

وأضاف أنه بالنسبة للنزلاء ، وخاصة كبار السن من دون أسر وبدون مأوى ، فإن هذه المؤسسة الاجتماعية توفر فضاء للمبيت والراحة والتغذية والملابس والمرافق الصحية والرعاية والمراقبة الطبية بشراكة مع المستشفى المحلي أو الإقليمي….

بعد ذلك تأتي مرحلة الاندماج الأسري أو المؤساساتي. ويتمثل دور المركز على هذا المستوى في الاتصال بالعائلات أو مع المؤسسة المناسبة لإدماج الشخص المعني. بسبب أن المركز غير مصرح له بإيواء فئات معينة، مثل القاصرين والمختلين عقليا أو الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ومدمني المخدرات وغيرهم…

ويشارك “مركز الاستقبال والرعاية الاجتماعية للأشخاص بدون مأوى” لوادي زم، الذي تشرف على تسييره جمعية “الإسعاف” للرعاية الاجتماعية للأشخاص بدون مأوى تحت وصاية مؤسسة التعاون الوطني، في “حملات البرد” التي أطلقتها السلطات المحلية لإيواء المشردين خلال موجة الصقيع والبرد التي تعرفها المنطقة.

وفي هذا السياق أوضح الطيب خلدون رئيس مصلحة بالقسم الاجتماعي بإقليم خريبكة أنه خلال العام الماضي ، وفي إطار مكافحة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، خصصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لهذه المؤسسة، ذات التوجه الاجتماعي القوي، تمويلا إضافيا بقيمة 250 ألف درهم، حتى تتمكن من التكفل ومساعدة الأشخاص المحرومين من مأوى ، الذين لا يرغبون في ولوج المركز.

وذكر أنه في سياق أزمة كوفيد -19 ، نظم المركز حملة مساعدة عن بعد لفائدة المشردين، قدم خلالها وجبات الإفطار والسحور طوال شهر رمضان المبارك. وتم توزيع وجبات غذائية خارج أسوار المؤسسة على الأشخاص الذين لا مأوى لهم الذين لا يرغبون في السكن ، أو الذين لا يمكن إيواؤهم داخل المؤسسة بسبب الإدمان أو إصابتهم باختلال عقلي.

ولإضفاء البهجة قدر الإمكان على إقامة هؤلاء النزلاء، ينظم المركز بدعم من مساعدة اجتماعية والعديد من جمعيات المجتمع المدني المحلية ، أنشطة ترفيهية واجتماعية وثقافية، خاصة خلال الأعياد الدينية والوطنية، وذلك بهدف خلق جو مريح ودافئ وودي لصالح النزلاء المحرومين من المحبة والدفئ العائلي.

ويعتبر مركز وادي زم للأشخاص بدون مأوى علامة بارزة وهامة في عمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة المعوزين والفئات الهشة. إنه مشروع ذو أبعاد اجتماعية كبيرة ، وأحد أعظم وأهم إنجازات المبادرة بإقليم خريبكة.

إن إحداث مثل هذه المؤسسات ذات الأثر الاجتماعي القوي في مختلف مدن المملكة أمر مرغوب فيه من قبل الجميع. لأنهم علاوة على خدماتها الطبية والاجتماعية الحيوية، فإنها تشارك وتساهم في خلق قيمة إنسانية واجتماعية مضافة حقيقية.