بارقة أمل تلوح في القادم من الأيام بالنسبة للنشاط السياحي في وجهة أكادير ـ سوس ـ ماسة

0

بقلم : محمد بوزكري

عانى القطاع السياحي في أكادير ـ سوس ـ ماسة بشكل كبير من تداعيات الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كورونا، لاسيما وأن هذه الوجهة السياحية المتميزة على الصعيدين الوطني والعالمي تضم طاقة إيوائية تصل 32 ألف سرير، كما يوفر النشاط السياحي 120 ألف منصب شغل، ويؤمن عائدات مالية بقيمة تتراوح ما بين 6 و 7 مليار درهم سنويا.

فإغلاق الحدود البرية والجوية للحيلولة دون تفشي الإصابة بجائحة كورونا، إلى جانب الأزمة العالمية التي عصفت بالأسواق التي يتوافد منها السياح كان لهما وقع سلبي كبير على النشاط السياحي في سوس ماسة التي تتوفر على إمكانيات وثروات غنية ومتنوعة ، جعلا منها وجهة مفضلة لدى فئات عريضة من السياح المغاربة والأجانب.

وعلى الرغم من هذه الوضعية القاسية التي أحكمت قبضتها على النشاط السياحي، وفي ظل الحملة الوطنية الناجحة للتلقيح ضد كوفيد 19، فقد لاح شعاع من الأمل جعل مهنيي القطاع يتطلعون لمستقبل أفضل في القادم من الأيام.

وقال رئيس المجلس الجهوي للسياحة لأكادير ـ سوس ماسة، رشيد دحماز، إن الجائحة ألحقت اضرار كبيرة بالنشاط السياحي نجم عنه تراجع وازن في العائدات المالية للسياحة سواء بالنسبة للعملة الوطنية أو العملات الأجنبية.

وأضاف في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء أن الأضرار الناجمة عن الجائحة شملت أيضا الآلاف من مناصب الشغل، وذلك على الرغم من الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة لدعم المقاولة السياحية وفي مقدمتها المؤسسات الفندقية، ووكالات الاسفار، والنقل السياحي، وأرباب الفنادق وفضاءات الترفيه، إلى جانب قطاع الصناعة التقليدية.

لكن ، وبفضل الحملة الوطنية للتلقيح التي يقودها المغرب بنجاح منقطع النظير ضد كوفيد 19، إضافة إلى التراجع الملموس في عدد الإصابات المسجلة، فمن المأمول أن يستأنف النشاط الاقتصادي عموما ، والسياحة على وجه الخصوص حيويتهما مع حلول فصل الصيف القادم، حيث سيواصل المجلس الجهوي للسياحة جهوده التي تشمل إطلاق حملات للترويج لوجهة اكاديرـ سوس ماسة، وذلك بالمراهنة في المقام الأول على السياحة الداخلية.

وفي هذا السياق، أعرب المجلس الجهوي للسياحة لأكاديرـ سوس ماسة خلال انعقاد اجتماع مجلسه الإداري في شهر يوليوز الماضي عن دعمه للنشاط السياحي وللفاعلين في القطاع على صعيد الجهة، وذلك من خلال الدعم والمواكبة في ما يتعلق بتنزيل مخطط العمل الهادف إلى إعدادا هذه الوجهة لمرحلة ما بعد الجائحة.

وعلاوة عن ذلك، وفي إطار برنامج التجديد الذي يرتكز على تنويع العرض السياحي ، ودعم جهود مواكبة التوجهات العالمية في مجال النشاط السياحي، والوصول بالتالي إلى تأهيل الوجهة السياحية لأكادير ـ سوس ماسة وجعلها أكثر تنافسية، فقد أطلقت شركة التنمية السياحية سوس ماسة في شهر دجنبر الماضي طلب إبداء اهتمام لفائدة أرباب ومسيري المؤسسات الفندقية بأكادير الراغبين في الاستفادة من الدعم المخصص لتجديد وتأهيل الفنادق بالجهة .

ويقضي هذا الدعم بمنح معونة مالية في حدود 30 في المائة من القيمة الإجمالية لكلفة تجديد المؤسسة الفندقية، وذلك في حدود سقف 10 ملايين درهم، إلى جانب تقديم مواكبة تقنية.

ودعما لهذا المسلسل، حل مسؤولو المكتب الوطني المغربي للسياحة في شهر يناير 2021 بأكادير من أجل وضع مخطط جهوي للترويج، وذلك بتشاور مع الفاعلين في القطاع ومسؤولي الهيئات المهنية السياحية، حيث كان مسؤولو المجلس الجهوي للسياحة لأكادير ـ سوس ماسة في الموعد من أجل بلورة مخطط لإعادة الحيوية للنشاط السياحي في الجهة، وذلك بمعية مسؤولي المكتب الوطني المغربي للسياحة.

وقبل حلول جائحة كرورنا، سجلت وجهة أكادير خلال السنوات الخمس السابقة لهذا الحدث ارتفاعا في عدد الوافدين بلغ متوسطه 8 في المائة، أما بالنسبة لليالي المبيت فقد ارتفعت بدورها بمعدل 5 في المائة، حيث تعتبر السوقان الفرنسية والألمانية المصدر الأول للسياح الوافدين على أكاديرـ سوس ماسة، وذلك بمعدل حوالي 51 في المائة.

كما أن أسواق أخرى بدأت خلال هذه الفترة في الانتعاش بالنسبة لوجهة أكادير كما هو الشأن بالنسبة للسوق الإنجليزية التي شهدت ارتفاعا في عدد ليالي المبيت بمعدل 8 في المائة سنة 2019 مقارنة مع 2018 ، وفق الأرقام الصادرة عن المكتب الوطني المغربي للسياحة.

وتروم استراتيجية المكتب الوطني المغربي للسياحة أن تجعل من أكادير وجهة مفضلة للسياحة الشاطئية مع التركيز على الترويج للوجهة في الأسواق التي يتوافد منها عدد مهم من السياح، وفي مقدمتها أسواق فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.

كما تتوخى هذه الاستراتيجية إدماج المحطة السياحية ل”تغازوت” شمال أكادير، في هذه الرؤية قصد إعطاء وجهة أكادير بصمة تجديدية تكسبها مزيدا من الاهتمام في الأسواق السياحية العالمية، مع إيلاء ما يلزم من الاهتمام لتعزيز الربط الجوي ما بين أكادير وهذه الأسواق.

وفي هذا السياق، أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة بشراكة مع الخطوط الملكية المغربية أربعة خطوط جوية مباشرة تربط أكادير مع كل من لندن و بروكسيل ومانشستر وليون، وذلك بمعدل رحلتين كل أسبوع بالنسبة لكل واحد من هذه الخطوط.

وتندرج هذه المجهودات في إطار تعبئة مختلف الأطراف المعنية من أجل التخفيف من الوقع السلبي للجائحة، والعمل بالتالي على توفير الأرضية المناسبة لإعادة الروح والدينامية للنشاط السياحي، باعتباره واحدا من الأعمدة التي يرتكز عليها النسيج الاقتصادي الوطني، فضلا عن كونه قطاعا يوفر الآلاف من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة.