تفشي مظاهر البداوة والعشوائية بحاضرة الدارالبيضاء يثير القلق والتساؤلات..؟

0

التهامي غباري


بحاضرة مدينة الدارالبيضاء وعاصمة المال والأعمال، لاشئ يعلوا على تفشي وتنامي مظاهر البداوة التي أصبحت تغزوا العديد من الأماكن والمشاهد الخاصة بها وحتى العامة، من اكواخ وبناء عشوائي، الدواجن والأبقار الأغنام، و جميع أنواع الدواب التي أصبحت تتعايش مع الساكنة، وتأخذ من الفضاءات الخضراء والمنتزهات داخل الأحياء والاقامات السكنية مرعى لها، انتشار القطط والكلاب الضالة، العربات والكراريس التي تليق للعديد من الاستعمالات بما فيها النقل والتنقل والبيع والشراء، كما تسير جنبا الى جنب في الأزقة والشوارع مع السيارات والحافلات وحتى الطرامواي، أسواق أسبوعية ودائمة شبيهة بأسواق البوادي والقرى والمناطق النائية، ولا يفوت أيضا استحضار الباعة الجائلين بنسب مخيفة بالرغم من المجهودات المبذولة، لمحاربة الظاهرة عن طريق خلق أسواق القرب والأسواق النموذجية
.

كذلك نجد الترامي على الملك العمومي بشكل مهول لدرجة الخروج عن السيطرة حسب المناطق والأحياء، انتشار الأزبال ومتلاشيات البناء والبوعارة، دور الصفيح التي لازالت قائمة مع اختلاف نسب تواجدها من منطقة لأخرى.
ويبقى من ابرز الأحياء بالدار البيضاء على سبيل المثال لا الحصر، التي تعرف انتشارا كبيرا لهذه الظواهر والاشكالات، أحياء سيدي مومن، التشارك، مولاي رشيد، سيدي عثمان، بنمسيك ،سباتة ، ليساسفة وغيرها، لدرجة أصبحت مظاهر البداوة والعشوائية فيها تبدوا جد مألوفة وعادية من طرف جميع مكوناتها.


حقيقة كازابلانكا، أو المدينة المتروبولية كما يروج لها، لازالت تبدو ونحن في سنة 2021 ، وكأنها لا علاقة لها بمجال ترابي وجغرافي حضري، خصوصا أنها لم تحضي إلى حدود الآن بالاهتمام اللازم، بالرغم من الجهود المبذولة عبر استقطاب مشاريع كبرى، والتي تختلف وثيرتها فيما يخص المرافق الأساسية كالمستوصفات والمناطق الخضراء وغيرها من المرافق الاجتماعية، التي تبقى حكرا على بعض المناطق والأحياء دون غيرها.

فمتى تستبشر الساكنة البيضاوية ومعها المجتمع المغربي قاطبة، بمدينة حديثة بمواصفات عالمية يترجم فيها، ما تعاقد عليه مسؤوليها بها، مع مكاتب دراسات كبرى، وشركات تنمية محلية، لإخراجها من حظيرتها وبداوتها، وعزلتها لتلتحق بالمدن الذكية.. ؟