ودعت “جمعية أنير للتنمية النسوية والتكافل الاجتماعي”، بخنيفرة، السنة بتنظيم لقاء يهدف إلى تعزيز الحس المقاولاتي لدى النساء، من خلال إطلاق برنامج ريادي لفائدة 15 مستفيدة، وقد تميز اللقاء بورشة تكوينية حول “تنمية روح المقاولة عند المرأة”، حيث تم تزويد المشاركات بمهارات ريادية تهدف إلى تشجيعهن على إطلاق مشاريعهن الخاصة، والمساهمة في تعزيز مشاركتهن الاقتصادية داخل الإقليم، ما يفتح لهن أبواب الاستقلالية الاقتصادية والنجاح المهني.
وعلى مستوى آخر، لا تتوقف جمعية أنير عن إبراز ما يفيد أن مشروع “إدماج” Idmajيمثل مبادرة تهدف إلى تحسين أوضاع النساء في إقليم خنيفرة، من خلال تعزيز مهاراتهن في ريادة الأعمال، وتهيئة فرص العمل والعمل الحر، وهو مشروع يتم تنفيذه وتنزيله على ميدان بشراكة بين هذه الجمعية والوكالة الفرنسية الدولية للخبرة التقنية (Expertise France)، ضمن إطار برنامج “أجيال المساواة” المدعوم من سفارة فرنسا بالمغرب والوكالة الفرنسية للتنمية.
وفي سياق مشروع “حاضنة التمكين خنيفرة”، الذي ينفذ بموجب شراكة بين وكالة التنمية الاجتماعية و”جمعية أنير للتنمية النسوية والتكافل الاجتماعي”، نظمت هذه الأخيرة دورتين تكوينيتين في العشرين من دجنبر 2024، استهدفت 51 امرأة من حامِلات أفكار المشاريع والمشاريع المدرة للدخل، تم التركيز فيها على موضوع “الدراسة المالية والتقنية للمشروع”، بهدف دعم النساء في تخطيط مشاريعهن وتحليل جدواها المالية والتقنية، مما يضمن لهن النجاح في الوصول إلى التمويل والتسويق.
وهدفت كل الدورات التكوينية، في إطار المشروع الطموح، إلى تمكين النساء من إعداد خطط عمل متكاملة لمشاريعهن، عبر تحليل متغيرات السوق ودراسة العرض والطلب والمنافسة، كما تركزت الجهود على استثمار مكتسباتهن السابقة في مجال ريادة الأعمال، بما يعزز قدراتهن على إطلاق مشاريع ناجحة تسهم في تحسين الاقتصاد المحلي وتعزيز دور نساء الإقليم في التنمية المستدامة، عبر دعمهن لتجاوز التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وتوسيع مشاركتهن الفاعلة في بناء مجتمع أكثر ازدهارا ومساواة.
ومن باب استراتيجية وكالة التنمية الاجتماعية، التي تركز على تعزيز قدرات النساء وتمكينهن اقتصاديا واجتماعيا، تتولى المنسقية الجهوية للوكالة بجهة بني ملال-خنيفرة متابعة تنفيذ مشروع “الحاضنة الاجتماعية – تمكين خنيفرة”، حيث يعد هذا المشروع نموذجا للتعاون الفعال بين القطاعين العام والجمعيات المحلية، والذي تديره “جمعية أنير للتنمية النسوية والتكافل الاجتماعي”، التي نظمت، يوم 13 دجنبر 2024، ورشات تكوينية متخصصة في “دراسة السوق والدراسة التجارية”، استفادت منها 36 امرأة بإقليم خنيفرة.
كما شهدت الفترة ما بين 14 و15 نونبر 2024 تنظيم دورات تدريبية حول تحديد وإعادة صياغة أفكار المشاريع، هدفت إلى تقديم التوجيه والدعم للنساء حاملات المشاريع، لمساعدتهن على تطوير أفكارهن بما يتلاءم مع احتياجات السوق المحلي والإقليمي، كما تسعى هذه الجهود إلى دعم التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز النموذج التنموي الجديد، فيما يأتي برنامج “جسر التمكين والريادة” كجزء من رؤية هادفة إلى زيادة نسبة نشاط النساء من 20% حاليًا إلى أكثر من 30% بحلول عام 2026.
ومجمل الدورات، التي تنخرط فيها جمعية أنير، بخنيفرة، تجري في سياق تنزيل برنامج “التأهيل والتمكين الاقتصادي للنساء حاملات المشاريع وللأشخاص في وضعية إعاقة بجهة بني ملال – خنيفرة”، موضوع اتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وولاية ومجلس الجهة، واللجن الإقليمية للتنمية البشرية بأقاليم الجهة، ووكالة التنمية الاجتماعية، ومؤسسة التعاون الوطني، وهدفها المشترك يرمي إلى تحقيق نقلة نوعية في حياة الفئات المستهدفة.
وتزامناً مع مشاركتها الفاعلة في الحملة الدولية “16 يوماً من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات” لعام 2024، تجدر الإشارة أن “جمعية أنير للتنمية النسوية والتكافل الاجتماعي”، نظمت ندوة علمية، في الخامس من دجنبر، تحت شعار: “من أجل أسرة آمنة خالية من العنف ضد المرأة والطفل”، والتي جرت أشغالها بشراكة مع “الائتلاف المدني للدفاع عن حقوق الأمهات العازبات”، برنامج “أجيال المساواة”، التعاون الوطني، والمجلس العلمي المحلي لخنيفرة.
وتشاء هذه الدينامية أن تصادف الذكرى العاشرة لتأسيس “جمعية أنير للتنمية النسوية والتكافل الاجتماعي”، والتي احتفت بهذه المناسبة في حفل رمزي أبرزت فيه مسيرتها ورصيدها الموسوم بالعطاء والعمل الدؤوب، كما سلطت الضوء على الإنجازات التي حققتها من خلال التعاون المثمر مع مكونات المجتمع المدني ومختلف الشركاء، إلى جانب تذكيرها بالتحديات والإكراهات التي تحاول تجاوزها لتحقيق أهدافها بما يتناسب والمساهمة الميدانية في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي.
وعلى مستوى آخر، كان لراديو “أمهات على الخط”، التابع لجمعية “أمهات مائة بالمائة”، دور بارز في تسليط الضوء على قضايا الأمهات العازبات، إذ في الخامس من دجنبر الماضي، استضاف الراديو لقاءً مع حاملات الحقوق في إطار زيارة ميدانية قامت بها جمعيتا “أمهات مائة بالمائة”% 100 Mamans و”إنصاف”Insaf إلى خنيفرة، لمتابعة مشروع “تحالف خنيفرة”، وشاركت في هذا اللقاء ممثلتان عن جمعية أنير، حيث استمعتا إلى قصص الأمهات العازبات ومعاناتهن اليومية مع العنف، التمييز والإقصاء.
اختُتمت الزيارة بلقاء لتبادل الخبرات بين الجمعيتين وجمعية أنير، بمقر الأخيرة، وذلك بهدف تقييم السنة الأولى من مشروع “تحالف خنيفرة”، حيث كان اللقاء فرصة لاستعراض التحديات التي تواجه تنفيذ المشروع، والوقوف على تقدم أنشطة التكفل بالأمهات العازبات وأطفالهن ضمن منظومة جمعية أنير، بدعم من التحالف وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وتحرص جمعية أنير على استقبال العام الجديد بتجديد التزامها بتحقيق رؤيتها لبناء مجتمع خالٍ من العنف والتمييز وتعزيز حقوق النساء والأطفال.