شهد إقليم خنيفرة، يوم 25 دجنبر 2024، يوما دراسيا، إعلاميا وتشاركيا، خُصص لتقديم “مخطط تهيئة وتدبير المنتزه الوطني لخنيفرة”، بحضور عامل الإقليم والمدير الجهوي للوكالة الوطنية للمياه والغابات، إلى جانب عدد من المؤسسات والفاعلين الإقليميين والجهويين وممثلي المجتمع المدني والجماعات الترابية، ويأتي اللقاء ليُبرز الأهمية البالغة لهذا الفضاء الطبيعي الذي أنشئ في 14 أبريل 2008 على مساحة تُقدر بـ 84204 هكتارات، ويُعد جزءً من شبكة المنتزهات الوطنية، فيما يعتبر ثروة طبيعية غنية بالتنوع البيولوجي والأنظمة البيئية، ومن خلال المخطط الجديد لتهيئته يُؤمل أن يتم تعزيز الجهود الرامية إلى الحفاظ على ثروته وموارده الطبيعية.
اللقاء الذي جرى احتضانه بمقر عمالة إقليم خنيفرة، تميز بمشاركة عدة باحثين وجامعيين، ومكونات مدنية مهتمة بالبيئة والطبيعة والمنظومة الغابوية، منها نموذجا “الجمعية المغربية للسياحة البيئية وحماية الطبيعة”، التي لعبت دورًا محوريا في التعريف بالمنتزه الوطني لخنيفرة، منذ عام 2020، من خلال سلسلة من الأنشطة التي نُفذت، بالتعاون مع مديرية المنتزه، كما حضر ممثلون عن الشركة الكندية للتعاون والتنمية الدولية “SOCODEVI”، في إطار مشروع “نساء صامدات في الأطلس المتوسط”، الذي يُجسد شراكة بين الحكومتين المغربية والكندية، ويهدف إلى دعم التنمية المستدامة وتمكين النساء في المناطق الجبلية.
وانطلاقا من سعي اللقاء إلى إشراك مختلف الأطراف المعنية في النقاش العلمي والتشاركي بغاية صياغة وتنفيذ رؤية شاملة لإدارة المنتزه، عرف هذا اللقاء حضور عدد من التنظيمات الفاعلة، منها على سبيل المثال “جمعية نادي اسمون نعاري للرياضات الجبلية والتنمية”، “الجامعة المغربية للصيد الإيكولوجي”، “جمعية ألب أطلس”، “تعاونية أسراك الأطلس للسياحة الجبلية” و”جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض” التي اختير رئيسها للإشراف على تسيير الورشة المندرجة في إطار مشروع “نساء صامدات في الأطلس المتوسط” موضوع الشراكة بين الحكومتين المغربية والكندية، والذي تسهر عليه الوكالة الوطنية للمياه والغابات مع الشركة الكندية السابق ذكرها.
وفي إطار المخطط المعروض للنقاش، تتطلع الجهود إلى تعزيز حماية وتنمية موارد المنتزه الوطني، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة والسياحة البيئية، حيث لم تفت مصادر مهتمة التأكيد بأن هذا المخطط يهدف إلى ضمان استدامة الموارد الطبيعية لهذا الفضاء الحيوي لصالح الأجيال الحالية والقادمة، مع التشديد على أهمية تعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين، بما في ذلك الهيئات المعنية والجمعيات المدنية، كركيزة أساسية للحفاظ على التراث الطبيعي الفريد للإقليم، ومن هنا، تضيف مصادرنا، يأتي اللقاء كمحطة محورية لإطلاق عملية تنظيم وإدارة المنتزه، بهدف حماية الثروات الغابوية والموارد الطبيعية المرتبطة بالأنظمة البيئية التي يزخر بها.