صفرو تسخينات التموضعات الانتخابية السابقة لأوانها

0

كريم شفيق

بظهور وجوه وشخصيات سياسية جديدة، انطلت بإقليم صفرو تسخينات التموضعات الانتخابية السابقة لأوانها، حيث بدأ البحث عن التزكيات التي تمكن من الوصول لمواقع القرار السياسي سواء النيابي او الجماعي.

هذا البحث عن التموضع كان سيبدو طبيعيا لو كان بمنافسة سياسية، او حتى صراعا سياسيا داخل حزب او حتى أحزاب تحمل نفس الهوية ونفس التوجه الإديولوجي، حيت ينخرط الراغب في الانتماء و يتنافس وفقا للقوانين والقواعد التنظيمية المعمول بها في التنظيم.

لكن حالة إقليم صفرو هي حالة فريدة لا تخضع لا لمنطق ولا لعقل ولا لقانون، فالكائنات السياسية/الانتخابية الجديدة منذ حلولها بالإقليم خلقت حالة استقطاب شديدة بين بعض قيادات الأحزاب وبعض محترفي الانتخابات الذين يعطون صورة او صور وهمية بقدرتهم على خلق خارطة انتخابية بالإقليم على مقاسهم حين يموظعون كل راغب في الترشح لمهمة ما حسب امكانيته المالية وقربه من مراكز القرار.

صورة كاريكاترية للعمل السياسي تعطي فكرة سلبية عن الانتماء للأحزاب السياسية، فلا يعقل ان أكون مناضلا بحزب سياسي بناءا على قناعة وأفكار وأرضيات سياسية تبلورت على مدى سنوات من العمل والنضال، ويأتي في آخر المطاف شخصا يخطف التزكية او المنصب بوساطة من سماسرة بناء على الوضع المادي او القرب من دوائر القرار.

المضحك المبكي في حالة إقليم صفرو ان تجد مرشحا أو مرشحين مفترضين يلتقون بأمين عام لحزب يساري هذا الأسبوع، ويناقشون الوضع السياسي بالإقليم، ويقدمون أنفسهم كبدائل للوضع الحالي، وفي الأسبوع المقبل تجدهم في صورة جديدة مع أمين عام حزب يمين. الغريب أن هؤلاء يغيرون ربطات عنقهم بلون الحزب الذي يلتقون بمسؤوليه وقادرين على تغيير حتى جلدهم مقابل تزكية او منصب.

الأخطر من كل هذا وذاك ان الوسطاء والسماسرة يخلقون عدم استقرار غريب بالجماعات الترابية بالإقليم ليظهروا مدى قوتهم وقدرتهم على استقطاب المستشارين الجماعيين لاستعراض قوتهم ومدى تحكمهم في القرار السياسي حتى يظهروا للوافدين الجدد ان بدونهم لا يمكنهم النجاح والوصول للحلم الموعود.

هذا الوضع لا يمكن إلا أن يعطي صورة قاتمة عن الوضع السياسي بالإقليم، فعوض العمل وتنزيل الوعود التي وزعت في الانتخابات الماضية والنهوض بأوضاع ساكنة الإقليم التي تعاني اوضاعا اجتماعية واقتصادية صعبة وجلب مشاريع تنموية مهمة للإقليم، ينشغل بعض المسؤولين بالاستقطابات والانقلابات والحسابات السياسوية الصغيرة جدا، والتي غالبا ما ستنعكس سلبا ليس فقط على السياسيين فقط ولكن على المسار التنموي المتعثر بالإقليم.

ولتصحيح المسار ولمسح هذه الصورة السلبية، وجب على الراغبين الجدد في دخول غمار المنافسة الانتخابية البداية أولا باختيار هوية سياسية واضحة يمكنه من خلالها تبني مشروع إصلاحي، يمكنه من التعاقد مع الناخبين على أساسه، ثم ثانيا

دخول حزب سياسي بناء على قناعة ايديولوجية واضحة، وفي حالة التزكية تكون بناء على مسار تنظيمي، ووفقا للقواعد التنظيمية للحزب المعني، وثالثا الاعتماد على المناضلين والعاطفين والمقتنعين بالمشروع السياسي للمرشح،

فرابعا وأخيرا الالتزام بالوعود وخدمة الصالح العام من اجل المساهمة في استكمال البناء من أي موقع سواء داخل المؤسسات المنتخبة او داخل المجتمع المدني.

وفي الالختام كل هؤلاء الذين خلقوا هذا الوضع يمكن أن نقول لهم “غي بالشوية وراه مزال الحال نخدمو البلاد والعباد ومن هنا تقرب الانتخابات يحن الله”.