تكريم فعاليات مجتمعية وحقوقية بجهة بني ملال خنيفرة في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الانسان

0
  • أحمد بيضي

تزامنا مع الذكرى 75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والحاملة هذه السنة لشعار “الكرامة والحرية والعدالة للجميع”، انطلاقا من ديباجته التي تؤكد على “الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة في أساس الحرية والعدل والسلام في العالم”، نظمت اللجنة الجهوية لحقوق الانسان، بجهة بني ملال خنيفرة، صباح الجمعة 9 دجنبر 2022، حفلاً رمزياً اختارته أن يكون محطة تكريمية لنماذج من الفعاليات التي ساهمت في تعزيز حقوق الإنسان إعلاميا، جمعويا، اجتماعيا وثقافيا.

وفي هذا الصدد، انطلق برنامج الحفل بكلمة لرئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، ذ. أحمد توفيق الزينبي، مبرزا سياق هذا الحفل في إطار الاحتفال بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والحملة الأممية لجعل المناسبة ممتدة على مدى سنة كاملة عبر الاعتماد على شعار “الكرامة والحرية والعدالة للجميع”، كما أشاد بعموم المكونات الفاعلة في المجالات ذات الصلة بالحقوق الإنسانية، ليتوقف عند دلالة اختيار اللجنة الجهوية هذه السنة لتكريم فعاليات وإطارات من المجتمع المدني.

ولم يفت رئيس اللجنة التأكيد على “أن العمل الأساسي هو ما يقوم به الفاعلون المحليون”، ومشيرا إلى “أهمية اختيار منهجية التكريم من باب ثقافة العرفان والاعتراف”، مقابل دعوته إلى “الابتعاد عما أسماه جلد الذات، وإلى تجاوز الجوانب السلبية”، وقال بأنه “رغم كونه من أصدقاء الفقيد محمد الحجام لم يكن يعلم بجوانب مضيئة من حياة هذا الرجل إلا من خلال حفل تكريمه”، الحفل الذي يأتي ضمن عمل المجلس الوطني لحقوق الإنسان في مسعاه نحو حماية حقوق الإنسان وتكريس فعليتها بكل التعابير والأشكال والميادين.

وقد تميز الحفل التكريمي بتقدم عضو اللجنة الجهوية، ذ. محمد أبخان، لاستعراض أهم المحطات والمراحل التي قطعتها ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إلى حين إصدار وثيقته وما صاحبها من نقاشات تاريخية، وامتناع بعض الدولٍ عن التصويت عليها، وما تفرّع عنها من اتفاقيات ومواثيق وتشريعات وعهود دولية، فيما لم يفت المتدخل القراءة في أهم بنود وأهداف هذا الإعلان الأممي، وما ينص عليه من حقوق وحريات أساسية، وكيف أضحى إطارا مرجعيا يلزم الدول بتبني آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وبدوره، تقدم المدير التنفيذي للجنة الجهوية لحقوق الإنسان، ذ. هشام راضي، بكلمة اختار توجيهها ك “رسالة واضحة” لمن وصفهم ب “الذين يناضلون تطوعا في المغرب العميق، ويكابدون في الظروف الصعبة من أجل حماية حقوق الإنسان”، كما توقف للحديث عن العمل الحقوقي داخل الجهة، وأبرز “مدى صعوبة الاحتفاء بجميع النشطاء والإطارات والفعاليات بالجهة، بل اختيار نماذج منها من باب التعبير الرمزي عن التفاعل مع ذكرى الإعلان العالمي واستمرارية تعزيز وحماية حقوق الإنسان.

وتميز الحفل بتكريم أيقونة الفعل المدني الفقيد محمد الحجام، عرفانا بإسهاماته في مجال الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية، مع تسليم أرملته وطفلته تذكارا وشهادة تقديرية، ذلك بعد تقدم الإداري باللجنة الجهوية، ذ. إبراهيم بنحسو، بكلمة استعرض من خلالها أهم المراحل في حياة الفقيد، بدء من طفولته ودراسته الابتدائية والثانوية والجامعية، وزياراته لخارج الوطن، ومعاناته مع ظروف الاعتقالات، ونشاطه ب “أوطم”، وتدخلاته القوية في اللقاءات الإقليمية والوطنية، وعضويته باللجنة الجهوية وتأسيسه لصحيفة ملفات تادلة.

وفي سياق التكريمات، تم تكريم أربع جمعيات تنشط على تراب جهة بني ملال خنيفرة، هي “جمعية أيادي الأمل” بالفقيه بنصالح، “جمعية عيون الأمل للمكفوفين وضعاف البصر” بخريبكة، “جمعية حركة الطفولة الشعبية” ببني ملال، “جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض” بدمنات، ثم “مركز روافد للأبحاث والفنون والإعلام” بخنيفرة، حيث قيلت في حق كل واحدة منها كلمة تعريفية ببرامجها وأهدافها ومساهماتها في تعزيز الحقوق الأساسية عبر التنوع الثقافي والاجتماعي، وقضايا المرأة والطفل والبيئة وغيرها.