واد لاو المكلومة تودع ابنها البار الفقيد الملاحي في جنازة مهيبة

0

المصطفى عجاب باسم الكاتب الأول للحزب: سيتذكر أهل واد لاو أنك استطعت بفضل حكمتك أن تغير وجه مدينتهم

كان يوما حزينا خيم على مدينة واد لاو وهي تستقبل جثمان فقيدها الكبير الذي ترجل من صهوة حصانه النضالي بعد صراع مرير مع الداء اللعين.
ورغم الظروف الاستثنائية، فقد أصر إخوانه في الحزب ومحبيه على إلقاء نظرة الوداع الأخيرة وإقامة جنازة مهيبة له تليق به وبأدواره الريادية التي بذلها في سبيل تطوير بلدته الصغيرة، التي كانت منسية ومهمشة في تخوم جبال الريف ومنحدراته ليحولها إلى مركز سياحي استثنائي في شمال المملكة بجاذبية غير مسبوقة.
ولأن للجنائز رمزية خاصة في الوجدان العام، فقد أبى أهل واد لاو إلا أن يحجوا بكثافة إلى جنازة ابنهم البار عرفانا منهم لهذا الرجل الطيب ودفاعه المستميت عن قضاياهم المشروعة في كل المحافل، كما كان لإصرار مناضلي الحزب ومسؤوليه من مختلف المستويات المحلية والجهوبة والوطنية على مرافقة جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير، رسالة عرفان ووفاء لنضالية الرجل وثباته على مبادئ حزبه حتى في أحلك الظروف العصيبة، واستمر طيلة مسيرته السياسية رجلا صلبا ثابتا على مواقفه مؤمنا بخياراته كما امتاز بحضوره القوي في مختلف المؤسسات من الجماعة إلى مجلس الجهة إلى مجلس النواب.


وبهذه بالمناسبة الأليمة ألقى الأخ مصطفى عجاب، عضو المكتب السياسي للحزب، نيابة عن الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب وكل أخواته وإخوانه، كلمة التأبين التالية :
“أخانا العزيز:
ها أنت تغادرنا في هذه اللحظات الصعبة والقاسية، ترحل بينما كنت جاهزا لقيادة واحدة من المعارك الأساسية لحزبك، أنت الذي عشت جنديا دائم الاستعداد لخدمة حزبك ووطنك.


أخانا وصديقنا ورفيق الدرب:
إننا إذ نواريك الثرى في هذه اللحظات الحزينة؛ نفقد فيك واحدا من الأعمدة والركائز الأساسية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نفقد فيك رجل الثبات على المبدأ، رجل الوفاء للأخوة والانتماء، رجل الصدق في القناعات والإخلاص في المهمات. نفقد فيك جدارا إسمنتيا كنا نتكئ إليه عند النوائب والصعوبات، نستند إليه لقضاء الحاجات، ونستظل به عندما تلتهب المعارك والنضالات.


أخانا العزيز:
كنت قائدنا في المعارك، وملهمنا عندما تتعقد بنا المسالك، ومعيننا على مغالبة الإحباطات وتجاوز العثرات.
أخانا العزيز:
لن يفقدك الاتحاد وحسب، بل سيفقد فيك بلدك رجلا مخلصا للثوابت الوطنية، ونائبا برلمانيا حاضرا في كل المواعيد والجلسات والمنتديات الوطنية والدولية، ومواطنا لا يبخل من ماله وراحته في خدمة قضايا وطنه ومصالح مواطنيه. سيفقد فيك الحقل السياسي رجل التوافقات، والمتجاوز للخلافات، والصادق في الالتزامات.
سيفقد فيك الذين يعرفون معدنك رجل الإيثار على النفس ولو كانت بك خصاصة، المغيث لذوي الحاجات، والسند لطالبي المساعدات.

أخانا العزيز:
وإن كنا نحن أخواتك وإخوانك ندرك حجم الفراغ الذي خلفه رحيلك عنا، فإن الفراغ الذي خلفته بين أهلك ومواطنيك في واد لاو سيظل جرحا لن يندمل، لقد منحوك ثقتهم بلا تردد لأزيد من سبع عشرة سنة، فكنت بحق أهلا لهذه الثقة..سيتذكر أهل واد لاو كيف حولت في ظرف وجيز واد لاو من قرية مهملة إلى حاضرة حقيقية، تستقطب شواطئها اليوم عشرات الآلاف من السياح والمصطافين، تتوفر لها البنيات الأساسية في التعليم والصحة والرياضة والترفيه، ورسخت فيها “اللمة” طقسا يحج إليه كل عام الشعراء والفنانون والأدباء من مختلف أصقاع المعمور..كل ذلك وميزانية الجماعة التي ترأسها بالكاد تكفي لسد المصاريف الإجبارية..سيذكر عنك أهل وادلاو أنك استطعت بفضل حكمتك، وديناميتك، واتساع علاقاتك، وما تحظى به من تقدير ومصداقية؛ أن تعبئ إمكانيات مادية هائلة من مختلف المؤسسات في الداخل والخارج لتغيير وجه واد لاو.


لن يفقد فيك أهل واد لاو الرئيس الفاعل والمبدع، بل سيفقدون فيك ملجأ المظلوم، ومعين المكلوم، ومغيث الملهوف والمهموم.
ثم إن أسرتك الصغيرة: أرملتك وابنتك، وأخواتك، وكل أقاربك سيفتقدون فيك الحب والحنان، وحضن الدفء والأمان، والساهر الدائم على راحة الأنفس والأبدان.
أخانا العزيز الشريف سي محمد الملاحي:
إن أخواتك وإخوانك يودعونك اليوم بعيون دامعة، وقلوب خاشعة..داعين لأسرتك الصغيرة بالصبر الجميل في هذا المصاب الجلل..ولروحك الطاهرة بالرحمة والمغفرة . إنك تغادر هذه الدنيا الفانية بعد أن أديت الأمانة، وحق لك الآن أن تترجل أيها الفارس وتستريح في تلك الدنيا الباقية. موقنين أن الله سيجازيك الجزاء الأوفى عما قدمته لبلدك وحزبك وأهلك، فقد أفنيت حياتك تقضى على يديك حوائج الناس، وتنفس عمن لجأ إليك كرب الدنيا.
اللهم إنا نشهد أن فقيدنا كان في هذه الدنيا من أهل الإحسان، فزد اللهم في إحسانه، اللهم يمن كتابه ويسر حسابه، اللهم لا تفتنا بعده، ولا تحرمنا أجره، واغفر لنا وله.
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ”

رحمك لله أخانا العزيز، وجعل الجنة مستقرك ومثواك.
إنا لله وإنا إليه راجعون.